تحقيق عسكري يكشف فشل الجيش الإسرائيلي في حماية مستوطني “نير عوز”

كشف تحقيق عسكري إسرائيلي عن فشل الجيش في حماية مستوطني “نير عوز” خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر، حيث تُرك السكان يواجهون الهجوم بمفردهم دون دعم عسكري فوري.
ساعات من الرعب دون دعم عسكري
ووفقًا للتقرير الذي نشرته القناة 14 الإسرائيلية، فقد تعرض الكيبوتس لهجوم عنيف استمر أكثر من ست ساعات، حيث خاض المستوطنون مواجهات مباشرة مع عناصر المقاومة الفلسطينية الذين اجتاحوا المنطقة بأعداد كبيرة.
وأشار التحقيق إلى أن القيادة العسكرية كانت تفتقر إلى رؤية واضحة للوضع الميداني، مما أدى إلى تأخر وصول القوات حتى بعد مغادرة آخر المسلحين.
وأوضح التقرير أن القوات المسؤولة عن تأمين المنطقة كانت منشغلة في مواقع أخرى، مما أسفر عن مقتل 41 مستوطنًا وأسر 76 آخرين إلى غزة، بينهم 14 ما زالوا محتجزين حتى الآن.
أسباب الاختراق العسكري والفشل الدفاعي
أرجع التحقيق نجاح المقاومة الفلسطينية في الوصول إلى “نير عوز” إلى عدة عوامل، أبرزها:
- غياب القوات العسكرية عن الكيبوتس، مما جعله هدفًا سهلًا.
- الدعوات العلنية من قادة حماس، ومن بينهم محمد الضيف، للمسلحين للمشاركة في الهجوم.
- انهيار تسلسل القيادة العسكرية خلال الساعة الأولى من القتال، ما أدى إلى غياب التوجيه وعدم القدرة على تقدير حجم التهديد.
- انشغال القادة الميدانيين في معارك أخرى، ما منعهم من تقديم صورة دقيقة عن الوضع للقيادة المركزية.
استنتاجات التحقيق والتوصيات
أكد التحقيق أن الإخفاق لم يكن مجرد خطأ تكتيكي، بل كان انهيارًا قياديًا واستخباراتيًا.
وأوصى التقرير بعدة إجراءات لتعزيز الحماية في المستقبل، منها:
- إقامة قاعدة عسكرية غربي الكيبوتس لردع أي هجوم محتمل.
- تسليح نسبة من السكان ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم حتى وصول الجيش.
- تحسين تحليل المعلومات الاستخباراتية لضمان استجابة أسرع للأزمات.
- إجراء تدريبات مكثفة للجنود والقادة للتعامل مع سيناريوهات مشابهة في المستقبل.
يأتي هذا التحقيق في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة للقيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وسط تساؤلات حول مدى استعداد الجيش لمواجهة مثل هذه الهجمات مستقبلًا.