تزايد الطلب على الوظائف الإبداعية والتحليلية مع تراجع الأدوار التقليدية في سوق العمل العالمي

كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن تحولات كبيرة في سوق العمل العالمي، حيث تتزايد الحاجة إلى الوظائف غير الروتينية التي تتطلب مهارات تحليلية وإبداعية، في وقت يشهد فيه العالم أتمتة واسعة للوظائف اليدوية الروتينية.

وفقًا لدراسات متعددة، تم استبدال نحو 2.6 مليون وظيفة في الولايات المتحدة بين عامي 2007 و2018 بسبب التكنولوجيا، مثل وظائف مشغلي الكمبيوتر والمساعدين الإداريين وموظفي إدخال البيانات.

تسارع تبني التكنولوجيا وظهور وظائف جديدة

أوضح المركز أن العامين الماضيين شهدا تسارعًا في اعتماد تقنيات مثل الحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، مع تزايد الاهتمام بتقنيات التشفير لمواكبة التحديات الرقمية. كما أظهرت بيانات استطلاع “مستقبل الوظائف” لعام 2020 أن الشركات تتوقع إعادة هيكلة قواها العاملة من خلال زيادة الأتمتة وتقليص الوظائف التقليدية، مقابل ظهور وظائف جديدة مرتبطة بالتقنيات الحديثة.

تراجع الوظائف التقليدية ونمو المهن الناشئة

من المتوقع بحلول 2025 أن تنخفض نسبة الوظائف الزائدة عن الحاجة من 15.4% إلى 9%، في حين ينمو عدد الوظائف الناشئة من 7.8% إلى 13.5%.

تشمل هذه المهن الجديدة حوالي 97 مليون وظيفة في 15 صناعة و26 اقتصادًا عالميًا، من بينها وظائف محللي البيانات، ومتخصصي الذكاء الاصطناعي، ومطوري البرمجيات، إلى جانب أدوار جديدة مثل أخصائي أتمتة العمليات ومحللي أمن المعلومات.

التحديات المستقبلية

ورغم إمكانات النمو التي تقدمها التكنولوجيا، تواجه الشركات تحديات كبيرة بسبب نقص المهارات، ما يعرقل تبني التقنيات الجديدة. ويشير التحليل إلى أن المهارات الأكثر طلبًا في المستقبل ستكون الإبداع، والمرونة، والتفكير التحليلي، مع تركيز أكبر على مجالات تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية.

الوظائف المهددة بالزوال

الوظائف التقليدية مثل إدخال البيانات، والمحاسبة التقليدية، وأعمال التجميع في المصانع تواجه تراجعًا كبيرًا نتيجة التحول الرقمي. وفي المقابل، تشهد الصناعات تحولًا نحو وظائف مبتكرة تشمل مهندسي الطاقة المتجددة، وأخصائيي التجارة الإلكترونية، وعلماء الوراثة.