تفاصيل زيارة الرئيس الفرنسي لمصر . . تاريخ طويل من التعاون

تأتي زيارة ماكرون الحالية إلى مصر لتضيف دفعة قوية لمسار العلاقات بين القاهرة وباريس، والتي تتجلى في التعاون السياسي والدفاعي، كما في صفقة طائرات “رافال” التي تحولت إلى رمز لهذا التحالف.

وعبّر ماكرون عن فخره بمرافقة طائرات “رافال” المصرية لطائرته الرئاسية فور وصوله القاهرة، مؤكدًا رمزية هذا المشهد في قوة العلاقة بين البلدين.

وشهدت الزيارة اتصالًا هاتفيًا بين الزعيمين قبل يوم واحد من وصول ماكرون، بحثا خلاله الأوضاع في قطاع غزة، وأكدا على أهمية التهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، ودعمهما لحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام الدائم.

على الصعيد الاقتصادي، بلغ حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر 7 مليارات يورو، وتعمل أكثر من 200 شركة فرنسية في السوق المصري، ما يعكس اهتمام باريس بالسوق المحلية وبوصف مصر بوابة نحو إفريقيا.

كما تنظم فرنسا منتدى اقتصاديًا بالقاهرة في مايو المقبل، لتعزيز التعاون بين الشركات من جنوب المتوسط وشمال إفريقيا.

وفي فبراير الماضي، بحث وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي في باريس مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات. وأكد عبد العاطي على جهود مصر لتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار.

من جانبه، وصف السفير الفرنسي لدى مصر، إيريك شوفالييه، مصر بـ”الشريك الرئيسي” لفرنسا في قضايا الأمن الإقليمي، مشيرًا إلى أن التعاون يشمل أيضًا مشاريع قومية كمترو الأنفاق، وتطوير قدرات تخزين الحبوب بدعم من الاتحاد الأوروبي.

وعلى صعيد التعليم والثقافة، تتصدر فرنسا المشهد في علم الآثار في مصر عبر المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية ومراكز أبحاث أخرى.

كما تم توقيع اتفاقيات لدعم المنح الدراسية للطلاب المصريين في الدراسات العليا بفرنسا، إلى جانب دفعة جديدة لتطوير الجامعة الفرنسية في مصر.

وفي سياق التنمية، أطلقت الوكالة الفرنسية للتنمية استراتيجيتها الجديدة في 2022 لتقديم تمويلات بقيمة 1.25 مليار يورو حتى عام 2025، وتشمل اتفاقيات تمويل مع بنوك مصرية كبرى لدعم مشروعات مستدامة في إطار “رؤية مصر 2030”.

وتظل الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين ركيزة أساسية في هذه العلاقة، مدعومة بشغف الفرنسيين بالحضارة المصرية القديمة، ونشاط المعهد الفرنسي في مصر في دعم التبادل الثقافي.

إن الشراكة بين مصر وفرنسا تمثل نموذجًا يحتذى به في التعاون الدولي، مدفوعة بإرادة سياسية مشتركة ومصالح متبادلة ورؤية موحدة لمواجهة التحديات