ثلاثة أعوام من النار والدمار في السودان

مع دخول الحرب الأهلية في السودان عامها الثالث، يزداد المشهد تعقيدًا ومأساوية، وسط صمت دولي، و وفق تقرير لصحيفة الجارديان.
فإن الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، حوّل البلاد إلى ساحة دمار واسعة، حيث تشير الأرقام إلى مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص، بينما تذهب تقارير أخرى إلى أن الحصيلة قد تصل إلى 150 ألف قتيل.
السودان على حافة الجوع الجماعي
بحسب برنامج الأغذية العالمي، يواجه 25 مليون سوداني خطر المجاعة، من بينهم خمسة ملايين من الأمهات والأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، في حين بلغ عدد النازحين داخليًا 13 مليون شخص، ما يجعلها أكبر موجة نزوح في العالم حاليًا.
وأكد مسؤول البرنامج في السودان أن حجم الكارثة يتجاوز كل الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم خلال العقود الماضية.
جهود دولية باهتة وندرة في التمويل
رغم الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، لم تنجح المبادرات الدولية حتى الآن في وقف نزيف الدم. وحتى مؤتمر المانحين في لندن لم يحقق المأمول، حيث لم يصل سوى 10% من المبلغ المطلوب، رغم تعهد بريطانيا بدعم محدود بلغ 158 مليون دولار فقط.
خطر التقسيم يعود للواجهة
وفيما يسيطر الجيش على الخرطوم، تواصل قوات الدعم السريع هيمنتها على أجزاء واسعة من غرب البلاد، خصوصًا إقليم دارفور، حيث تحاصر مدينة الفاشر منذ قرابة عام.
وقد أعلنت نيتها تشكيل حكومة موازية بالتعاون مع فصائل سياسية وعسكرية، وهو ما يعيد إلى الأذهان سيناريو انفصال الجنوب في 2011، ويهدد بتفتيت السودان مجددًا.
أزمة إقليمية تلوح في الأفق
الاضطرابات لا تقتصر على الداخل السوداني، بل تمتد آثارها إلى دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان، التي تستقبل ملايين اللاجئين وسط بنية تحتية هشة.
كما أن توقف صادرات النفط بسبب تعطل خطوط الأنابيب في الجنوب زاد من التوتر بين قياداته، وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في جوبا.
محاولات خجولة للعودة إلى الحياة
رغم قسوة الأوضاع، يحاول بعض سكان الخرطوم العودة إلى مشهد الحياة، حيث بدأت بعض الأنشطة اليومية في الظهور من جديد، لكن الأسعار تضاعفت ثلاث مرات، فيما تبقى الحياة معلّقة بين غياب الأمل واستمرار الرعب.