جناح الأديان بـCOP28.. دبلوماسية «دينية» لخدمة القضايا المناخية
كتب محمد رأفت فرج
شهدت فعاليات اليوم الرابع لجناح الأديان في COP28 تفاعلا إقبالا كبيرا من زوار المنطقة الزرقاء في الجلسات الحوارية التي نظمها الجناح، حيث أشادوا بالموضوعات المطروحة، والرؤى والأفكار المبتكرة الناتجة عن تلك الجلسات والتي أسهمت في تعزيز وعيهم بالقضية المناخية ومدى الارتباط الوثيق لتغير المناخ بجميع مناحي الحياة من صحة، وفرص عمل، وتعليم وغيرها.
وركزت جلسات اليوم على العلاقة بين التمويل وحقوق البشرية والعدالة المناخية من منظور الأديان، ودور الجهات الدينية الفاعلة في تعبئة المجتمعات والدعوة إلى دعم العدالة المناخية، إلى جانب دورهم في التأثير على عملية المفاوضات وتشكيلها، كما ناقشت قضايا الهجرة والنزوح القسري الذي تسببت فيه التداعيات المناخية، وسُبل تفعيل التمويل الإسلامي لدعم معالجة التحديات الإنسانية والمناخية العالمية.
وفي الجلسة الحوارية الأولى دعا المشاركون الزعماء الدينيين إلى حث المؤسسات المالية من أجل وقف أنشطتها التمويلية التي تؤدي إلى تغير المناخ، مؤكدين أن السلام والأمان في المجتمعات لن يتحقق من دون إرساء قيم العدالة المناخية، لذلك يقع على عاتق قاد الأديان واجب التحدث إلى صناع القرار والسياسات ومحاسبتهم بشأن القضايا المتعلقة بتغير المناخ.
وحول تجارب الشعوب الأصلية في الهجرة والنزوح القسري بسبب التداعيات المتسارعة لتغير المناخ استعرض المشاركون في الجلسة الحوارية الثانية دور المجتمعات الدينية في التأثر على الخطاب البيئي من خلال إضافة بعد أخلاقي ومعنوي ما من شأنه تعزيز الوعي والمعرفة لدى الأفراد والمجتمعات.
بينما أكد المشاركون في الجلسة الحوارية الثالثة بشأن التمويل الاجتماعي الإسلامي للعمل المناخي أن وجود الجناح الديني في COP28 يعد خطوة كبيرة نحو التخفيف من آثار تغير المناخ، مطالبين بإيجاد حلول عملية وملموسة لتفعيل المسؤولية الأخلاقية لدى الشركات للتأكد من أن المشروعات التي تعمل عليها تحافظ على البيئة والموارد الطبيعية، فيما ناقش المشاركون في الجلسة الحوارية الرابعة الاستثمار الذي يتوافق مع التقاليد الدينية لمعالجة الفقر الناجم عن تغير المناخ، وسبل تقديم استجابة لأزمات نزوح المجتمعات، وتعزيز جهود المناخ العالمية، حيث أكدوا أن الاستثمار في الشركات التي تساهم بشكل فعال في القضاء على الفقر الناجم أيضًا عن المناخ، وضمان الوصول المتساوي إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية الجيدة أمر بالغ الأهمية.
واستمرت فعاليات الجناح بعقد جلسة حوارية خامسة ركزت على سبل الاستفادة من مختلف شرائح المجتمع في دعم المساعي المحلية والإقليمية والعالمية لمعالجة تغير المناخ، وأكد المشاركون فيها أن نساء الشعوب الأصلية في طليعة جهود الحفاظ على البيئة ولديهن معرفة وخبرة كبيرة يمكن أن تساعد في بناء القدرة على الصمود والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، فيما أكد المشاركون في الجلسة الحوارية السادسة والأخيرة ضمن فعاليات اليوم الرابع من جناح الأديان في COP28، الحاجة الملحَّة إلى احترام قيم الدين المتعلقة بحماية البيئة واستدامتها ونشرها عبر المجتمعات.
ويواصل جناح الأديان في COP28، فعالياته لليوم الخامس غداً بعقد جلسة حوارية بعنوان: “تعزيز التفاهم لبناء عالمنا المشترك”، يشارك فيها الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، وتناقش دور المنظمات الدينية وقادة الأديان في تعزيز التفاهم على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ومدى أهمية التعاون بين الأديان لتعزيز العدالة البيئية، وذلك إلى جانب عدة جلسات أخرى تركز على الإلهام والتعلم من المجتمعات الأصلية، وسبل معالجة التحديات التي تعيق تحقيق الانتقال المنشود والعادل في قطاع الطاقة، وكيفية دعم الأطفال النازحين بسبب أزمة المناخ من خلال تقديم استجابة مجتمعية.