حرب الميليشيات تتجدد في غريان.. صراع النفوذ يفجر المنطقة الغربية في ليبيا

عبد الغني دياب
حرب الميليشيات تتجدد في غريان.. صراع النفوذ يفجر المنطقة الغربية في ليبيا
شهدت مدينة غريان الليبية خلال اليومين الماضية حالة من الانفلات الأمني بعدما اندفعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة في المدينة، ما دعا حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية إلى الدفاع بمجموعات تابعة لها مدعومة بالطيران المسير لمهاجمة المدينة.
ومع بداية اليوم الأحد عاد الهدوء إلى غريان مرة أخرى بعد مواجهات بين ما يسمى «بجهاز دعم الاستقرار» و«القوة الأمنية المشتركة»، وكلاهما يتبعان حكومة الدبيبة التي تسيطر على المنطقة الغربية.
وذكرت مصادر إعلامية أن أسباب ما جرى هو صراع نفوذ في المدينة بين جهاز «دعم الاستقرار» التابع لـ«الوحدة الوطنية الموقتة» بإمرة عبدالغني الككلي المعروف بـ«غنيوة» و«القوة الأمنية المشتركة» بإمرة عبدالخالق الدائخ.
وبعد أن شعر الأخير بتزايد قوة الأول وفرض سيطرته على المدينة، ما اضطر قوته إلى الاستعانة بعناصر مسلحة من داخل المدينة تتبع المدعو عادل دعاب الذي دخلت قوته مدينة غريان، وسيطرت عليها لتفتح الطريق أمام القوات التابعة للقيادة العامة، في بداية ما عُرف بحرب العاصمة العام 2019، قبل إخراجه منها من قبل قوات حكومة الوفاق الوطني آنذاك، وفراره شرق البلاد.
وأضافت المصادر أن «القوة الأمنية المشتركة» تمكنت من السيطرة على المراكز الحكومية في غريان، بينها مبنى البلدية، ومقر جهاز الدعم والاستقرار، ولواء غريان، فيما انسحبت القوة الأخرى خارج المدينة، بعد اشتباكات أسفرت عن سقوط جرحى وقتلى.
وكشفت المصادر وجود اتصالات مكثفة بين الشخصيات الفاعلة في المدينة من أجل استعادة المقار الحكومية، واحتواء الوضع، تخوفًا من أي تصعيد مسلح، خصوصًا مع ورود معلومات بخروج أرتال مسلحة من العاصمة في طريقها إلى غريان، وفق المصادر نفسها.
وتأتي الاشتباكات في ظل محاولات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بينما يظل تهديد انتشار الجماعات المسلحة حائلا دون دون استقرار البلاد.
وكان مستشفى غريان قد استقبلت عددا كبيرا من الإصابات جراء الضربة الجوية التي استهدفت مقرات عادل دعاب.
ومن جهته رأى “أحمد حمزة” رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ما شهدته غريان ليس سوى جزء ضئيل من هذا الواقع، ولا ينبغي لحكومة الدبيبة أن تستبيح الراحة لهذا الاستقرار الظاهري.
وطرح “حمزة” عدة تساؤلات في تدوينة نشرها على حسابه الخاص بفيسبوك، قائلا: طُرد اشطيبة ودعاب والدايخ وقواتهم من مدينة غريان. لكن، هل ينبغي للحكومة أن تستبيح الراحة في هذا الاستقرار الظاهري؟ وهل في طردهم وتخيير خيار استخدام القوة ورفض عودتهم إلى مدينتهم سيحقق الاستقرار ؟
وأضاف “حمزة”: المشكلة معقدة ومتشابكة، حيث تتداخل المصالح والانتماءات. وما شهدته غريان ليس سوى جزء ضئيل من هذا الواقع.
واستكمل: فالملفات الأمنية والمصالحة والنازحين المهملة، خطر وقنبلة موقوتة ونقمة تُهدد بأن تكون شرارة تشعل الصراعات وأعمال العنف في أي وقت، مضيفا: بينما يقتصر دور المسؤولين على رد الفعل والتعامل مع النتيجة كمشكلة دون أدنى تصور وفهم أو تخطيط لما قد يبدو عليه الوضع مستقبلًا وعلى المدى الطويل.
وتابع: إنها تأكيدات على حالة الفوضى والتشتت التي تسود، وليس هذا المشهد بالجديد، فقد شهدت مدينة الزاوية الأسابيع الماضية أمر مماثل، حينما حاول قادة من المدينة التنسيق لعودة حاتم الغايب إلى صرمان وحدث وقتها توتر ورفض أطاح بهذه المساعي.
واختتم منشوره قائلا: لن يفضي الإهمال سوى لتأزيم مؤجل طالما الحلول محدودة بحدود جغرافيا مدينة ومنطقة ومربع.