المرأة والطفل

دراسة صادمة حول التحرش بالأطفال عبر الإنترنت

كيف أحمي طفلي من التحرّش أو الاعتداء الجنسي؟

التحرش - الاطفال

في ما يمثل أول تقدير عالمي لحجم الأزمة، قال باحثون في جامعة إدنبرة، إن نحو 302 مليون أطفال العالم وقعوا ضحايا للحديث والمشاركة والتعرض للصور والفيديوهات الجنسية دون رضاهم في العام الماضي.

ولقد سبق وحذرت الدكتورة نبيلة السعدي، أخصائية التواصل بالمركز المصري للاستشارات الأسرية والزوجية، من تزايد حالات التحرش الجنسي بالأطفال في مصر وعدم وجود أرقام حقيقية توثق حجم المشكلة. وأكدت أن انتشار الهواتف الذكية يلعب دورًا كبيرًا في تعرّض الأطفال للتحرش الإلكتروني، وغالبًا ما يحدث ذلك دون علم الأهل، إذ يخشى الأطفال الحديث عنه خوفًا من العقاب أو منعهم من استخدام الهواتف.

وأوضحت الدكتورة نبيلة أن الأرقام المتاحة لا تعكس الحجم الحقيقي للمشكلة، حيث أن العديد من الحالات تبقى غير مُعلن عنها، وهو ما يمثل كارثة حقيقية في المجتمع. وأضافت أن هناك حالات كثيرة تسعى للعلاج النفسي للأطفال المتأثرين بالتحرش دون اتخاذ إجراءات قانونية، وغالبًا ما يكون المتحرش أحد الأقارب، مما يدفع الأهل للتكتم على الأمر خوفًا من الوصم.

من جانبها، قالت سارة عزيز، المعالجة النفسية للإيذاء الجنسي، إن الإنترنت أصبح وسيلة جديدة للتحرش بالأطفال، خاصة مع غياب الرقابة الأبوية، مشيرة إلى أن غياب الوعي لدى الأهل يزيد من الخطر على الأطفال. وأكدت أن رفع الوعي لدى الأهل يعد خطوة أساسية لحماية الأطفال وتوعيتهم بطرق الحفاظ على أنفسهم من التحرش.

من المهم رفع مستوى الوعي لدى الأهل وتوفير برامج توعية للأطفال لتعليمهم كيفية حماية أنفسهم والتحدث عند التعرض لأي شكل من أشكال التحرش.

وبعيداً عن مصر نجد أن مشكلة التحرش بالأطفال مشكلة عالمية وهناك خطوات يجب اتباعها مع الطفل ..

خطوات وإجراءات لعلاج مشكلة التحرش بالأطفال

التوعية منذ سن الثالثة

تؤكد الدكتورة ماريا ماغدالينا الخازن، الإختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسية، أن التوعية بشأن حرمة الجسد يجب أن تبدأ في عمر مبكر جدًا، أي منذ سن الثالثة. في هذا العمر، يبدأ الطفل باكتشاف وظائف جسمه واكتساب بعض الاستقلال الذاتي، مثل الدخول إلى الحمام وارتداء ملابسه بنفسه. توضح الخازن أن الأهل يجب أن يغتنموا هذه الفرصة لتعريف الطفل على مفهوم حرمة الجسد، وأن جسده ملك له وحده ولا يحق لأي أحد رؤيته أو لمسه، وأن هذا ينطبق على الجميع، سواء الغرباء أو المقربين.

المحادثات اللطيفة

تشدّد الخازن على ضرورة إجراء هذه المحادثات بلطف وبدون استخدام لغة تتضمن التخويف أو التهديد. ومع تقدم الطفل في العمر، يجب أن تتوسع هذه المحادثات لتشمل أنواع اللمسات والحديث عن اللمسات التي يشعر الطفل بأنها غير مريحة.

الثقة بحدس الأطفال

تنصح الخازن الأهل بتشجيع أولادهم على الثقة بحدسهم، مشيرة إلى أن الأطفال حساسون جدًا وغالبًا ما يمكنهم التفرقة بين الأشخاص الذين يشعرون بالراحة بالقرب منهم والأشخاص الذين يشعرون بعدم الارتياح. تعزز ثقة الأهل بطفلهم من ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة في حياته.

أدوات التوعية

توضح الخازن أن هناك كتبًا علمية وتطبيقات ومقاطع فيديو على الإنترنت تُعلّم الأطفال عن اللمسات المقبولة وغير المقبولة وعن حرمة الجسد. يمكن للأهل الاستعانة بهذه الأدوات لتوعية أولادهم، مع التأكد من صحة ومصدر المعلومات قبل اعتمادها.

بناء علاقة متينة

تشدد الخازن على أهمية بناء علاقة جيدة ومتينة بين الأهل وأطفالهم منذ الصغر وفي أمور بسيطة وغير مهمة، لكي يشعر الطفل بالثقة بأن بإمكانه إخبار والديه أو بالغ آخر يثق به عند حدوث أمر مشبوه. توصي الخازن بأن يكون التواصل بين الأهل وأطفالهم متواصلًا ومستمرًا، حتى في الأمور الصغيرة التي قد يراها الطفل كبيرة ومهمة.

تختتم الخازن بالتأكيد على ضرورة أن لا يستخف الأهل بمشاكل الطفل الصغيرة، لأنها حجر الأساس في بناء الثقة بين الطفل وأهله، مما يساعد الطفل على الشعور بالأمان والقدرة على التحدث عن مشاكله ومخاوفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى