د. هبة عبد العظيم تكتب : الفن وبناء الوطن والمواطن لحماية الأمن القومي
تعد القوى الناعمة في كل دول العالم من أهم مقومات الأمن القومي وتمتاز مصر في انها تمتلك قوة ناعمة غير موجودة في أي دولة في العالم، ولكن للأسف الشديد حاول البعض هدم الفن المصري كقوة ناعمة رسخت أن تكون مصر هي أم الدنيا، وتعد الدراما المصرية جانبًا مهما إن لم تكن حجر الزاوية في الفن المصري، أو رمانة ميزانيه، ولعل من أخطر ما يمس الأمن القومي، ويحدد ملامحه هو معدل الجريمة في الدول، لذلك ينبغي على القائمين على الدراما المصرية، أن يتبعوا نهج معالجة القضايا المجتمعية لمكافحة الجريمة
لأن الأعمال الدرامية دائما تعالج مثل هذه المشكلات حيث استطاعت الدراما سابقًا مواجهة الفكر بالفكر، فكان مسلسل العائلة لمواجهة بعض الأفكار المتشددة، ثم مسلسل يوميات وما حواه من قيم تم ترسيخها في اذهان جيل كامل يعيش الآن بين المطرقة والسندان، لأنه يرى في الجيل الذي بعده انهيار هذه المنظومة الأخلاقية، فقد عاش هذا الجيل دراما القيم والأخلاق، بينما عاش الجيل التالي له ما تم ترسيخه من انهيار القيم والترسيخ للبلطجة وتغييب القانون، وترسيخ مبدأ البقاء للأقوى دون النظر للحلال او الحرام، أو ما يوافق الأعراف والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع.
لقد أصبح من الضروري خلال هذه الفترة أن يتم والترسيخ لمبدأ دولة القانون خاصة ونحن نؤسس للجمهورية الجديدة والتي على رأس أولوياتها بناء الإنسان وما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي أن بناء الإنسان لا بد أن يكون في كافة المجالات ثقافيًا واجتماعيًا ورياضيًا، ويتم ذلك من خلال الأعمال والتنبيه على أهمية الوطن وأهمية المواطن على السواء فالوطن لا يكون وطنا بدون مواطن والمواطن لن يكون مواطنا إلا إذا كان له وطن يعيش فيه كل هذه الأمور ينبغي أن توضع في الحسبان وينبغي أن ينظر إليها كُتَّاب السيناريوهات.
ينبغي الرجوع إلى التعريف بأهمية الأمن القومي وأهمية بناء الإنسان بعقلية جديدة تستطيع أن تواكب كل التطورات التي تحيط بالمجتمع، فتسلك الأعمال الدرامية طريقا آخر على الجميع أن يعي من خلاله مسؤوليته تجاه المجتمع سواء المنتجين أو المؤلفين أو كتاب السيناريو والحوار.
علينا أن نحافظ على وحده المجتمع وأن نرسخ لقيم التعايش السلمي والمجتمعي لأن المشكلة ليست في الجريمة فالجريمة موجودة منذ قبيل وهابيل وهي أول جريمة قتل في التاريخ، لكن الإشكالية الآن والتي تعتبر إشكالية، معقدة، هي بشاعة الجريمة حيث أصبحت الجريمه ترتكب من اقرب الناس إلى المجني عليه كأن نجد الزوجه تقتل زوجها أو الأب يتخلص من أولاده أو غيرها من المشاهد التي أصبحنا نراها في مجتمعنا خاصه مع ما قامت به الدراما في فترة من الفترات من إفساد الذوق العام، فاستطاعوا التأثير على جيل كامل فأسروه خلف هذه الأفكار التي ربما تؤدي في النهاية إلى طريق من طريقين إما طريق الإلحاد وإما طريق التطرف، لذلك ينبغي على جميع الجهات أن تتكاتف وتقوم بدورها لحماية الأمن القومي على مؤسسة الأزهر الإفتاء ووزارات الشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والثقافة، كل يقوم بمسؤوليته تجاه هذا المجتمع حتى نستطيع أن نبني إنسانًا ونحن نبني مصر الجديدة.