غزاوية لصحيفة بريطانية: نعيش معًا أو نموت معًا
وائل عبد الحميد
نقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية اليوم الجمعة عن مواطنة فلسطينية تدعى “أم ساهر” تعيش في بلدة “بيت لاهيا” في شمال غزة مع أربعة من أبنائها المتزوجين وعلائلاتهم قولها: ” إما نعيش معا أو نموت معا. لن يتم تهجيرنا مجددا”.
جاء ذلك ردًا على دعوات الكيان الصهيوني لسكان شمال غزة بإخلاء منازلهم والاتجاه نحو الجنوب.
وطالب منشور أعدته “قوات الدفاع الإسرائيلية” المدنيين في مدينة غزة بإخلاء أماكنهم والاتجاه نحو الجنوب والابتعاد عن حماس بدعوى أن الحركة الفلسطينية سوف يتخذونهم دروعا بشرية.
وزعم المنشور أن السكان سوف يكونوا قادرين على العودة إلى مدينة غزة عند إعلان آخر يسمح بذلك.
نيفين أحمد، فلسطينية وأم لستة أبناء، قالت إنها في طريقها مع عائلتها إلى خان يونس في جنوب غزة.
وأردفت: “لكن خان يونس أيضًا تحت القصف. أخشى أن إسرائيل ربما تدفعنا إلى الجنوب ثم يقصفونا بغية إجبارنا على اقتحام الحدود إلى مصر”.
وحذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم من “مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال ٢٤ ساعة والتوجه جنوباً”.
وأكدت مصر “على أن هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلاً عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها”.
وطالبت مصر “الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة”.
وعلى ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر “مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئوليته لوقف هذا الإجراء. ودعت جمهورية مصر العربية الأمم المتحدة، والأطراف الفاعلة دولياً إلى التدخل للحيلولة دون المزيد من التصعيد غير محسوب العواقب في قطاع غزة”.
وعلاوة على ذلك، حذرت الأمم المتحدة من عواقب “كارثية” جراء طلب إسرائيل من سكان شمال غزة المغادرة ومنحتهم 24 ساعة قبل بدء الهجوم.
ووفقا للصحيفة البريطانية، غادر آلاف الغزاويين منازلهم في حافلات صغيرة مكدسة وسيارات وبعضهم على أقدامهم في ظل نقص الوقود والطرق المدمرة.
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوتي بلينكن في الأردن: “تهجير قسري سوف يتصاعد إلى نكبة ثانية”، وهو المصطلح الذي يستخدمه الفلسطينيون للإشارة إلى تأسيس “إسرائيل” عام 1948 حينما تم طر مئات الآلاف من الفلسطينيين أو هربوا من مناطقهم.