غزة .. كرة من اللهب وأهوال الإبادة
أحزمة نارية متواصلة.. ولا ماء ,, لا طعام ,, لا كهرباء
محمد عبدالواحد الزيات
تحول قطاع غزة الفلسطيني، إلى كرة من اللهب على وقع أحزمة نارية متواصلة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف الأبنية السكنية والمقرات الحكومية وحتى الأراضي الزراعية، لتقضي على الأخضر واليابس، بالتزامن مع حصار إسرائيلي خانق ضد القطاع براً وبحراً وجواً، يشمل قطع إمدادات المياه والطعام والكهرباء والغاز عن السكان الغزاويين، في سياسة تعطيش وتجويع ترتقي إلى الإبادة الجماعية وتعيد إلى الأذهان المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في دير ياسين والحرم الإبراهيمي ومخيم جنين وغيرها، في مشهد يدمي قلب الإنسانية وصفته أوساط فلسطينية ودولية بالتواطؤ الغربي ووصمة عار للمجتمع الدولي.
وتواصل إسرائيل شن حملة مسعورة ضد غزة، على خلفية عملية “طوفان الأقصى” التي أظهرت هشاشة كبيرة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الذي لطالما ادعت إسرائيل بأنه القوة التي لا تقهر، حيث تتساقط الغارات الإسرائيلية الجوية والبرية والبحرية على القطاع الفلسطيني بلا توقف على مدار الساعة، في ظل استعدادها الحكومة اليمينية الإسرائيلية لما وصفته بـ”حرب طويلة الأمد” ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث أعلن متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تعبئة نحو 300 ألف من جنود الاحتياط، في عملية وصفت بأنها أكبر عملية استدعاء في تاريخ إسرائيل خلال فترة زمنية قصيرة، وسط سيناريوهات مرعبة لفرضيات إبادة شاملة داخل غزة، لتحرير الرهائن الإسرائيليين.
وفي ظل تواصل التصعيد الإسرائيلي، أكد محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، أن قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة جماعية تؤدي لتغير ملامح القطاع في أقوى بطش منذ نكبة عام 1948م، مشيراً إلى أن إسرائيل تستخدم كل أنوع الأسلحة في دك قطاع غزة بحراً وجواً.
وكشف “الهباش”، عن أن الغارات الإسرائيلية قد أدت إلى تسوية مدن وأحياء بأكملها بالأرض، ضارباً مثالاً حياً بمنطقة بين حانون في شمال قطاع غزة، التي تم تسويتها بالأرض ولم تعد موجودة، وتم إخلاؤها من السكان، مضيفاً أن أحياء كاملة وسط قطاع غزة تمت إبادتها.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فرض حصار كامل على قطاع غزة، يشمل حظر دخول الغذاء والوقود، قائلا في بيان متلفز: “نفرض حصاراً كاملاً على قطاع غزة، لا كهرباء، لا طعام ولا ماء ولا غاز… كل شيء مغلق”، فيما أمر وزير الطاقة إسرائيل كاتس، شركة المياه الوطنية بقطع إمدادات المياه عن القطاع، على الرغم من قوات الاحتلال تفرض بالفعل حصاراً على غزة، منذ أكثر من 15 عاماً، حيث يعيش نحو 2,4 مليون نسمة، على السلع الغذائية والأساسية التي تسمح إسرائيل بدخولها للقطاع.
أما على خط المواجهة، ومع تواصل الاشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاتلي المقاومة الفلسطينية، حيث واصلت كتائب القسام استهداف مواقع لقوات الاحتلال بقذائف الهاون، فضلاً عن استخدام الفصائل لمنظومة دفاع جوي محلية الصنع لأول مرة من طراز “متبر1″، فيما أعربت تل أبيب عن صدمتها تجاه ضحاياها في عملية طوفان الأقصى، مؤكدة أن “عدد قتلاها لا يمكن استيعابه وأكبر بكثير مما تم إعلانه”، وفقاً لـ القناة الـ12 الإسرائيلية نفلا عن مصدر بجيش الاحتلال.
وتشتبه جهات التحقيق الإسرائيلية في وجود نفق سري تحت الأرض بقطاع غزة، يبدأ من القطاع ليخرج في إحدى مستوطنات غلاف غزة، مؤكدة أن هذا النفق المزعوم هو ما ساهم في تسلّل مُقاتلي كتائب القسام لعمق المستوطنات والتوغل فيها ومن ثم اقتياد أعداد كبيرة من الرهائن الإسرائيليين.
من ناحيتها، غضت الولايات المتحدة الأمريكية الطرف عن المجازر الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما انحازت إلى إسرائيل بشكل كامل، حيث قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن واشنطن قد حركت حاملة طائراتها “يو إس إس جيرالد آر فورد” نحو شرق البحر المتوسط، باتجاه المنطقة الجنوبية من إسرائيل، من أجل تعزيز قوة الردع الإقليمي.
وأوضحت، أن حاملة الطائرات “فورد” تعد أحدث حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية وأكثرها تقدمًا، وتحمل نحو 5000 بحّار، بجانب طائرات حربية وطرادات ومدمرات.
وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى رسائل تحريك حاملة الطائرات الأمريكية “فورد” لتأمين إسرائيل، مؤكدة أنه يعد استعراضاً ليس له مثيل للقوة، من جاهزية الرد على أي شيء متعلق بإسرائيل، ومنع وصول المزيد من الأسلحة إلى حماس.
فيما رأت مجلة “ناشيونال ريفيو”، أن إقدام واشنطن، على تحريك حاملة طائراتها الفتاكة، يعد بمثابة تطور لوجيستي لم يسبق له مثيل، مشيرة إلى أنه يعد أيضاً رسالة لجيران إسرائيل لتحذيرهم من أي عمل ضدها.