في ندوة بـ«الصحفيين»: الكيان الصهيوني هو مَنْ مهّد للمشهد الدموي
ندوة نضال المرأة الفلسطينية بنقابة الصحفيين
سعيدة حسن
أكد الدكتور أحمد ناجي قمحة؛ رئيس تحرير السياسة الدولية والديمقراطية؛ أن الحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية جاءت في توقيت انكشاف أقليمي عربي واضح؛ وأن الكيان الصهيوني هو الذي مهد للحرب؛ لذا مخطيء من يظن أن هذه الحرب غيرمخطط لها حيث كانت توجد مؤشرات لتوقعها من الجانبين .
جاء ذلك في ندوة “نضال و صمود المرأة الفسطينية ضد الاحتلال “؛التي عقدتها لجنة المرأة بنقابة الصحفيين بمشاركة اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة؛ بحضورالكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين؛ ولفيف من أعضاء إتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة ،وعضو المجلس القومي للمرأة و اتحاد المحامين العرب .
بدأ الدكتور “قمحة “رئيس تحرير السياسة الدولية؛ حديثه في الندوة بتوجيه تحية تقديرللمرأة الفلسطينة والمصرية، والمرأة في كل مكان ، ووصفها بأنها المؤشرالحقيقي الذي يشعر بالخطر، ويتحرك دوما ليحافظ علي مقومات الاستقرار في أي مجتمع من المجتمعات.
وأضاف رئيس تحرير السياسة الدولية؛إذا كان هذا دورالمرأة الطبيعي ؛يظل نضال المرأة الفسطينية والمصرية والعربية في تاريخ الحروب جنبا إلي جنب مع الرجل؛ باعتبارها مقدمة التضحيات وشريك أساسي في الحياة، بل في كثيرمن الأحيان تتقدم المشهد ولدينا الكثير من النماذج المشرفة.
الخطوة الإستباقية من المقاومة لوأد ضرب الاحتلال غزة
وفي معرض حديثه عن الحرب الوحشية التي يقودها الكيان الصهيوني أكد رئيس تحرير السياسة الدولية ؛ أن الكيان الصهيوني مهد لهذه الحرب قائلا؛ قبل أن ننتقل إلي الحديث عن تفسير الدور المصري؛ هناك مجموعة من المعطيات ؛ أولها أن هذه الحرب كانت متوقعة، فلا يغفل علي أحد أنه كانت هناك مقدمات كانت مؤشر لتوقع اندلاع الحرب وهذه المؤشرات كانت من الطرفين الكيان الصهيوني وفلسطين .
الطرف الأول؛ الكيان الصهيوني خلال العشر سنوات الأخيرة كانت” دولة الاحتلال”؛ تقدم نماذج من الغطرسة والقوة المتعجرفة المفرطة في التعامل مع المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، في محاولة منها لتدمير الهوية المتعلقة بحضارة الشعب الفلسطيني، مع استغلال حالة النزاعات بين الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق مآربها واستغلت ذلك كله و صعدت من أعمال العنف والتطرف بصورة تمهد لهذا المشهد.
وأضاف الدكتور”قمحة “موضحا أن قيام المقاومة بعملية “طوفان الأقصي” كان مخطط له من فصائل المقاومة قائلا؛ ونحن ننظرخارج المشهد نري أن أهلنا في غزة تتابع الموقف عن كثب، فمؤكد أن أهلنا في غزة وفصائل المقاومة، كان لديها مؤشرات تقول؛ أن هناك استهدافا سيطول قيادات ورموزالمقاومة ورموزعسكرية من الأرض التي تدير العمليات من الداخل؛ فهذا التحرك والقيام بعملية “طوفان الأقصي”مخطط من حركة حماس؛ و مخطيء من يظن أن التحرك مباغته وغير مخطط له .
وأوضح رئيس تحريرالسياسة الدولية ؛ أن حركة حماس عندما قررت المبادرة واتخاذ الخطوة الإستباقية؛ كانت ترمي إلي وأد ضربة جيش الاحتلال المتوقعة تجاه مدينة غزة، وعندما قررت حركة حماس المبادرة حققت نوعا من الصدمة لدي الكيان الصهيوني.
وأضاف الدكتور”قمحة “؛أن صدمة الكيان بعد عملية “طوفان الأقصي “كانت لها العديد من الامتدادات علي مختلف الأصعدة؛ “داخل الكيان الصهيوني”، وعلي الصعيد العسكري، وعلي صعيد التعاملات الإقليمية والدولية .
فبالنسبة للصعيد السياسي داخل الكيان الصهيوني ؛ أصبح الاحتلال الإسرائيلي في وضع حرج جدا؛ نيتنياهو يعاني من مشاكل سياسية داخلية و أضافت عملية “طوفان الأقصي “أزمة جديدة له.
وأوضح الدكتور”قمحة ” قائلا؛أراد نيتنياهو أن يعالج أزمته السياسية داخل “إسرائيل” ؛فأراد أن يوجه ضربة قوية إلي غزة و قادة الفصائل الفلسطينية لكنه فوجيء في 7 أكتوبر أن الفصائل الفلسطينية هي التي تبادر بحركة مقاومة لها مقوماتها ؛ هنا أصيب بحالة من انكسار الغطرسة ومن ثم كانت ردة الفعل العنيفة جدا من نيتنياهومن خلال عملية “السيوف الحديدية “.
علي الصعيد العسكري أصابت عملية “طوفان الأقصي” الأهداف التكتيكية والتي تحققت علي أرض الواقع والتي دعمت من قدرة حماس في التفاوض.
انكشاف عربي إقليمي
و فيما يتعلق بالامتدادت الإقليمية والدولية؛أضاف”قمحة “قائلا؛ هذه الأزمة مثلت إشكالية كبيرة علي الدولتين اللذان لهم تماس مباشر مع هذه الأزمة ؛ فمنذ 2003وبتوالي الأحداث انقسمت دول الطوق والمواجهة؛ ولم يتبقي منها سوي مصر والأردن ؛ فهذه الحرب تقع في توقيت انكشاف عربي إقليمي واضح.
وأوضح”قمحة” قائلا؛ هذه الامتدادت الإقليمية والدولية تمثلت في 3 سرديات ؛السردية الأمريكية، السردية الإسرائيلية، والسردية المصرية .
أمريكا أشد عنصرية
السردية الأمريكية؛ وهي الداعمة للسردية “الإسرائيلة “؛تتحدث بنفس الخطاب الذي يتحدث به الكيان الصهيوني، بل أشد عنصرية منه في التعامل مع الشعب الفلسطيني بالعنف؛ وإبادته بالكامل وليس القضاء علي المقاومة فحسب.
وأضاف”قمحة “قائلا؛هذه السردية الأمريكية تم ملاحظتها منذ اللحظة الأولي؛ و هي قائمة علي توفير الحماية الكاملة للكيان الصهيوني، وتحقيق الأهداف الأمريكية في علاقتها بالشرق الأوسط وتأمين مصادر النفط.
وأضاف “قمحة ” قائلا؛ نتينياهو وبايدن؛ بيحاولوا من خلال هذه الحرب أن يحققوا نوع من الدعم المعنوي لأنفسهم في المستقبل.
نيتنياهو يدرك جيدا أن لحظة توقف الألة التي تستهدف إبادة الشعب الفلسطيني سيتقدم للمحاكمة الدولية .
وفقا للأرقام الأعمال الإجرامية تستهدف الأطفال و النساء
واشارالدكتور “قمحة “قائلا؛ أن المستهدف من الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني بمساعدة “بايدن” تستهدف كما بينت الأرقام؛ النساء ولاسيما الحوامل والأطفال.
وأضاف الدكتور “قمحة “قائلا؛علينا أن نعرف أن نتينياهو لا يفكر في ضرب المقاومة وحماس فحسب؛ بل أهدافه تمتد إلي أبعد من ذلك من أجل التأكيد علي إبادة شعب بالكامل و أجيال جديدة تؤمن بالمقاومة و هذا أمر في منتهي الخطورة و يتطلب موقف حازم .
أما بايدن ؛ فلديه انكششافات في نطاقات واسعة حول العالم ؛حيث تمثل الصين وكوريا الشمالية وروسيا في مضيق “تايوان “تهديدا كبيرا للمصالح الأمريكية في مقابل دول اليابان و كوريا الجنوبية و الأسطول الأمريكي.
وأضاف الدكتور “قمحة “؛هذه العنصرية الأمريكية والإسرائلية متأصلة ومتجذرة في هذه الدول التي تستهدف شعب بلا أرض وأرض بلا شعب ولهم أهداف أبعد من فلسطين.
وأضاف “رئيس تحرير السياسة الدولية”؛هذه الحرب جاءت في توقيت مهم في لحظة انكشاف عربي مؤسف؛ مواقف صدرت من بعض الدول نددت بعملية “طوفان الأقصي”؛فأمر مؤسف أن تهرول دون وعي.
واضاف الدكتور “قمحة “؛ السردية المصرية تتركز في أن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية أمرلا خلاف عليه ؛ وأن القدس الشرقية عاصمة فلسطينن ، وتؤكد علي أن حق العودة حق أصيل للاجئيين الفلسطينين،وأن الحرب الإسرائلية هي سبب لحدوث تطرف في دائرة أوسع.