سلايدرعربي ودولى

قتله صاروخ صهيوني..وداع مؤثر لـ “شهيد الصحافة” عصام عبد الله

 وائل عبد الحميد

سردت وكالة أنباء رويترز تفاصيل مؤثرة تتعلق بشهيد الصحافة عصام عبد الله الذي كان يعمل لدى الوكالة الإخبارية وقتله قصف صاروخي صهيوني على الحدود اللبنانية.

وقالت الوكالة البريطانية في تقرير مطول لها اليوم الأحد: “لقد تم تغطية جثمان عبد الله بالعلم اللبناني،

وسار في جنازته مئات المشيعين. ووضع الصحفيون كاميراتهم فوق قبره تكريما لروحه مع ترديد أدعية دينية”.

 وأردفت أن عبد الله كان يمتلك الشجاعة والعاطفة والبصيرة والتي انعكست في تغطياته المصورة المميزة لأحداث كبرى على مدار العقد المنصرم.

واستطردت: “سواء كان يقوم بتغطية أحداث الحرب ضد داعش في سوريا والعراق، أو الغزو الروسي لأوكرانيا،

أو معارك الأسلحة النارية في بلده الأم لبنان، تفوق عبد الله في إخبار القراء بقصص الأناس الذي يعيشون في خضم تلك الكوارث”.

وفي أعقاب مهمة صحفية شاقة في أوكرانيا العام الماضي، كتب عبد الله: “لقد تعلمت من خلال كافة هذه السنوات مع رويترز 

التي قمت خلالها بتغطية الصراعات والحروب أن الصورة ليست فقط  بمثابة الجبهات الأمامية لكنها أيضًا  قصص إنسانية غير مروية تمسنا جميعا من داخلنا”.

جوائز صحفية

وتم ترشيح عبد الله لجائزة صحفي العام لرويترز في مجال الفيديو عام 2020 جراء تغطيته المميزة لانفجار مرفأ بيروت، حيث زود العالم بصور حصرية حول الكارثة.

وعلاوة على ذلك، كان عبد الله أحد أعضاء فريق فاز بالجائزة عام 2022 لدوره في تغطية حرب أوكرانيا.

من جانبها، قالت إليانور بايلز صحفية الفيديو التي زاملت عبد الله في رويترز: “لقد كان يملك شغفا ليحكي عن قصص تكشفت أمام ناظريه.

لقد كان هذا الشغف في نفس المستوى سواء تعلق الأمر بتغطية زيارة بابوية أو زلزال”.

وأفادت رويترز أن عبد الله كان يشتهر بتوخي الحذر واتباع وسائل السلامة اللازمة عند تغطية أحداث في أماكن خطرة.

وبعد مهمة عمل شاقة لأسابيع عديدة، كان عبد الله أحد أوائل الصحفيين

الذين نشروا خبر استسلام المئات من عناصر “داعش” من آخر معاقلهم في شرق سوريا.

إلين فرانسيس، صحفية “واشنطن بوست” والتي عملت سابقًا لدى رويترز برفقة عبد الله تحدثت عن شهيد الصحافة قائلة:

“لقد كان يتحلى بالشجاعة والمسؤولية”.

وبينما سقط لبنان في دمار اقتصادي وأزمات سياسية لا تنتهي، كان عبد الله حريصا على تلطيف الأجواء في مكتب رويترز بيروت وإقامة صداقات وطيدة مع زملائه وعائلاتهم، وفقا للتقرير.

تحقيق عاجل

ونوهت الوكالة الإخبارية إلى أن عبد الله دُفن أمس السبت في مسقط رأسه “الخيام” بجنوب لبنان بالقرب من والده الذي وافته المنية العام الماضي،

وأشارت إلى أن والدته ما تزال على قيد الحياة بالإضافة إلى شقيقين وأخت.

وقال الجيش اللبناني إن “إسرائيل أطلقت الصاروخ الذي قتل عبد الله”.

وذكر صحفي آخر برويترز أن زميله قتلته مقذوفات جاءت من جهة إسرائيل.

وأصدرت “رويترز” بيانا طالبت فيه “إسرائيل بإجراء تحقيق شامل وعاجل وشفاف”،

وأكدت على أهمية توفير مناخ آمن وحر للصحفيين لممارسة مهامهم.

وبدأت مسيرة عصام عبد الله مع رويترز قبل 16 عاما، حيث عمل في البداية بنظام القطعة وقتما كان ما يزال يستكمل دراسته الجامعية.

شغف لا ينضب

بدوره، قال لطفي أبو عون، محرر “آي تي إن نيوز” والذي كان مسؤولا في رويترز عندما قرر تعيين عبد الله:

“لقد كان شغفه يعدي من حوله، وكانت مهنيُا بدون شك، لقد كانت إنسانيته بمثابة ضوء ساطع في أحلك الأماكن”.

لبيب ناصر، صحفي رويترز المخضرم في مجال إنتاج المواد المرئية في الشرق الأوسط

وشمال إفريقيا تحدث عن التميز الشديد لعبد الله في تغطية اللحظات الفوضوية

التي أعقبت انفجار مرفأ بيروت عام 2020 والذي دمر معظم أرجاء العاصمة اللبنانية وأحدثت تلفيات شديدة في مكتب الوكالة البريطانية.

وخلال دقائق من الواقعة، قدم عبد الله لقطات مصورة مباشرة بينما كان يمتطي دراجته النارية

ويجوب الشوارع التي ملأتها الرمال واستطاع إجراء حوار مع رجل مصاب.

وبعد أن وصل إلى المرفأ، التقطت كاميرا عبد الله  أول مشاهد لصوامع الحبوب التي دمرها الانفجار.

كما سلط الضوء على سيدة تدعى “ليليان شيتو” أصيبت بالشلل

وفقدت القدرة على النطق جراء الانفجار وساعد عائلتها على بدء حملة تبرعات والسفر إلى تركيا لتلقي العلاج اللازم.

سامية نخول، صحفية السياسة الخارجية لدى رويترز،  تحدثت بدورها عن زميلها الراحل قائلة:

“إخلاص عصام الذي لا يتزعزع لعمله وإيمانه بقوة الصور سوف يظل محفورُا في الذاكرة”.

المفارقة أن الكاميرا التي لم تفارق عصام عبد الله خلال رحلته المهنية الزاخرة كانت شاهد عيان على القذيفة التي أودت بحياته

وقتما كان يقدم بثًا مباشرا على الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى