قراءة في كتاب «بين الغربة والونس»

المصرية
من إصدارات دار روافد، كتاب قيم للباحث باسم الجنوبي، يأخذنا في رحلة قيمة ثرية بالقيم والتراث والحقائق، يبدأ معنا بمعنى التطوع وأهميته للمجتمع والفرد، ويفتح لنا أبوباً لنكتشف أن التطوع ومساعدة الغير ليس مستحدثاً علينا من خلال الجمعيات الحالية ولكنه في تراثنا العربي والإسلامي، يذكرنا بمواقف لنصرة الجار والملهوف ، يعيد لنا الأصول والواجبات التي نفتقدها في زمننا هذا !
– لننتقل للموضوع الأهم اللاجئون وقد تتفاجئ مثلي بهذا الكم من المعلومات وهذا الكم من اللاجئين الذي تعرض له الكتاب، فالأمر ليس حكرا على فلسطين او سوريا فقط، فهناك يمنيون وسودانيون وعراقيون وليبيون وأفارقه وأوكران وروهينغا ..ماهذا الكم من الحروب والدمار !!!
– لنغوص في المشاكل أكثر من استغلال للأطفال والنساء وإعتداءات أثناء الهجرة وبعدها، ألا يكفي العالم ما رأوه من معاناة الترحال والوتجه حيث لا وطن؟!
يتعرض الكتاب كذلك لمشكلات العيش والعنصرية والحروب مقابل الخبز ؟ تنقلاً لمشكلات التمكين والوعود الكاذبة من الدول المضيفة والمشكلات القانونية التي يواجهونها.
– لينقلنا إلى رحلة الونس وللصورة الإيجابية من ملف المتطوعين والفاعليات والدعم للأطفال والكبار ويسرد لنا المبادرات على أرض الواقع، فيخبرنا انه هناك أمل ويد بيد نستطيع ان نصنع فارقاً ولو كان بسيطاً.
-تجربتي هي الأولى والفريدة مع قلم الكاتب، كنت قد بدأت قرائته منذ فترة طويلة وتناولته على فترات للإستفاده، فقد كان رفيق طيب ملهم أعاد لي ذكريات تطوعي في جمعية إنسانية وكم كان الأمر عظيماً، وزاد لدي الوعي والمعرفه لفكره اللجوء رغم ما تسببه من حزن واحساس بالقهر والعجز ولكن هناك من يستطيعون أن يساعدوا ولو بالكلمة والجهد، كما فعل هذا الكتاب كتوعية وتقويم..
كتاب مهم يستحق أن يكون في مكتبتك وأن يقرأه أولادك ليعرفوا معنى الإنسانية بحق.
– الكتاب مدعم بالمراجع وهو أمر مهم يدعم العمل ويقويه.
– أحب أن أرى هذا الكتاب على هيئة فيديوهات تعليمية تثقيفية أو فيلم وثائقي، فهو يصلح لهذا الغرض جداً .
الغلاف
هادئ ومعبر، يحمل الشمس في غروبها وترحال من هنا إلى هناك، بتصوير بسيط للاجئين ولكن بالرغم من الغروب والزوال فهناك شروق يتبعه أمل ونصر وخير ما دامت الدنيا ودام الخير في الإنسان .
إقتباسات
-مرعب أن يتحول إنسان إلى مجرد لاجئ، مجرد حالة، هذا الرعب والألم لا يطفئهما اعتذار الإنسانية له إلى يوم القيامة.
-لاجئون. هكذا بدأنا جميعًا، فهذه ليست دارنا الأولى؛ فآدم أبو البشر غادر داره الأولى (الجنة) وهبط إلى الأرض، ومنذ يومه كُتب على أولاده الرحيل والترحال، فسكنوا البلاد وأسموها أوطانا، تجمع الشمل وتُعطي الونس أو هكذا يجب أن تكون .
- التطوع الذي نقصده هو كل تبرع إرادي بالوقت أو المال أو المعرفة أو الخبرة أو الجهد إلى المُحتاج، بقصد تحقيق منفعة أو مصلحة أو درء مضرة، بشكل كامل أو جزئي، على أن يكون ذلك عملًا بعيدًا عن الاضطرار أو قصد المتطوع مصلحة خاصة من ورائه.
-الأنانيين في أي مجتمع هم لعنته الحقيقية، بسببهم تحترق كل الفضائل والقيم أمام مصالحهم الشخصية.
-صحيح أن الفطرة هي وجود الرحمة للأقربين، لكن عندما تصح القلوب يكون كل طفل يعاني ابنًا، وكل امرأة تجوع أمًّا.