اقتصاد وبورصة

كيف بدأت سيطرة الدولار على العالم.. هل يمكن التحرر منه؟

كتب – محمود كمال

دولار الأمريكي، رمز المال وحلم الملايين ودلالة القوة والنفوذ والسلطة الاقتصادية والسياسية، هكذا كان دائما وصف العملة المهيمنة على الاقتصاد العالمي، فما تتعرض له العملة الخضراء، تؤثر على الاقتصاد العالمي.

مسيرة العملة الخضراء

يعو أصل كلمة دولار إلى عملة فضية ألمانية في القرن السادس عشر، والتي كانت تسمى «يوخامستيلار»، اختصرها الألمان إلى «تيلر»، ونطقها الهولنديون بعد ذلك «ديلار»، ثم أطلقها الإنجليز على كل نقود معدنية، ومع استيطان الإنجليز لأمريكا الشمالية، جلبوا معهم «ديلار» الذي صار مع الزمن دولار.

وعندما حصل بعض المستوطنات الأمريكية الإنجليزية استقلالها من بريطانيا، كانت العملة السائدة هى الريال الإسباني، عدا مستوطنة «ميريلاندا»، والتي كانت أول من اعتمد الدولار الأمريكي، كعملة للتداول قبل الاستقلال لـ11 عامًا.

وفي عام 1776 حصلت أمريكا على استقلالها، لكن الريالات الإسبانية كانت قد أغرقت السوق في غياب مؤسسات وطنية لصك العملة، كان الأمر مثار جدل واسع بين الآباء المؤسسين للدولة الأمريكية، إلا أن تم الاتفاق على اختيار الدولار عملة للبلاد، وكان ذلك في عام 1785.

واستمر استخدام الدولار الفضي والذهب والنحاسي إلا أن تم طبع الدولار الورقي في عام 1861، تزامنا مع الحرب الأهلية الأمريكية.

الحرب العالمية الأولى والدولار

وألقت الحرب العالمية الأولى بظلالها على الأمريكيين فساد الرعب بينهم، لذلك تم صك دولار السلام الفضي سنة 1921.

ورغم الحرب فكانت الولايات المتحدة أرضا خصبة للاستثمار الأوروبي، مما جعلها مالكة لأكبر كمية من الذهب في العالم، وأصبحت دائنة لكثير من الدول، وظهر الدولار الورقي الأشهر في العالم والذي يحمل وجه «جورج واشنطن» للمرة الأولى عام 1929.

وفي نفس العام ظهرت مشاكل اقتصادية هي الأسوأ في القرن العشرين، الكساد الكبير، والذي أثر على الاتصاد الأمريكي حتى نهاية الأزمة في الثلاثينات من القرن العشرين، وأصبح الحصول على الدولار شي غاية الصعوبة.

صعود الدولار بعد الحرب العالمية الثانية

جاءت الحرب العالمية الثانية عاملا مساعدا لصعود العملة الخضراء، حيث تم عقد اتفاقية “تريتون وودز” عام 1944، والتي بموجبها أنشئ صندوق النقد الدولي، ومنذ ذلك الحين ارتبط الدولار بالذهب، وكان على سائر الدولار تسوية معاملتها به، حتى تحصل على الذهب الذي تملكه الولايات المتحدة.

تعرض الدولار لهزات عالمية

على الرغم من أن الدولار هو العملة الأقوى عالميًا، إلا أنه تعرض لهزات مختلفة، منها حرب فيتنام، والتي ارغمت أمريكا على التحلل من الالتزام بربط الدولار بالذهب.

الهزة الثانية كانت مع حرب أكتوبر عام 1973، مع تضامن الدول العربية بمنع تصدير النفط لدول الغرب، ويرتفع سعر الدولار في السوق السوداء، كما تعرض الدولار عام 2000 لعدة هزات أمام عملات الدول الصناعية، ليصل إلى أدنى مستوياته في يوليو من العام نفسه.

هل يمكن القضاء على الدولار؟

ظهرت العديد من المساع الدولية للقضاء على هيمنة العملة الخضراء على الاقتصاد العالمي، والتحرر من العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة على الدول حال مخالفتها لسياستها، وعلى الرغم من ذلك فإن أراء الخبراء الاقتصاديين، ترى أنه صعب التخلي عن الدولار في الوقت الحالي، خاصة وأن الدولار يتربع على عرش العملات العالمية، إذ يشكل 61% من احتياطيات البنوك المركزية حول العالم، وأكثر من 40% من وحدات حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي، كما يشكل 90% من التداولات في الأسواق العالمية.

ورغم ذلك تتجه العديد من المنظمات والتحالفات الدول القضاء على هيمنة الدولار ، أبرزهم منظمة «بريكس»، من خلال التبادلات التجارية الدولية بالعملات المحلية للدول الأعضاء، ما سيقلل من الاعتماد على الدولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى