المرأة والطفل

كيف نمنع المؤثرات الجنسية من التأثير على أطفالنا

كيف نمنع المؤثرات الجنسية من التأثير على أطفالنا
كيف نمنع المؤثرات الجنسية من التأثير على أطفالنا

كتب- هالة يوسف 

أطفال العصر الحالي أكثر من ذي قبل للمؤثرات الجنسية، سواء في الإعلانات أو الأفلام، بل إن الرسوم المتحركة لا تخلو في كثير من الأوقات من الإيحاءات الجنسية، ومع استخدامهم المبكر للتكنولوجيا وتعاملهم مع عالم الإنترنت، أصبحت احتمالية تعرضهم لهذه المواد في سن مبكّرة في تزايد مستمر. تبعا لهذا أصبح من الممكن أن يُفاجأ الآباء بأطفالهم يسألون أسئلة تدور حول الحياة الجنسية في سن السادسة أو الخامسة، وهي الأسئلة نفسها التي طرحتها الأجيال السابقة ربما في سن العاشرة أو أكبر. وقد لا تصدقون التغير الكبير الذي يعيشه أطفال اليوم إلا عندما تفاجأون بأطفالكم يطرحون عليكم أسئلة محرجة، لذا عليكم أن تكونوا مستعدين جيدا لهذا الأمر، بل عليكم أنتم أن تبادروا بفتح الحديث مع أطفالكم عن الجنس.

أهمية التوعية الجنسية للأطفال
غالبية جيل الآباء الحالي لم يخض نقاشا مع والديه حول المسائل الجنسية قبل الزواج، كل المعلومات التي تلقوها كانت من خلال الأصدقاء في المدرسة أو بعض المصادر الخارجية، بل إن هناك بعض النساء لم تعرف عن الجنس سوى وقت الزواج، وهو ما يفتح الباب للكثير من المعلومات المغلوطة والخرافات غير الصحيحة التي طالما صدقها الناس وتسببت في الكثير من المشكلات والخوف وعدم الارتياح. فبجانب الممارسات الجنسية السيئة التي طالت نسبة ليست بالقليلة من النساء، مثل الختان على سبيل المثال، فإن العلاقة الحميمية بين الزوجين في الكثير من الزيجات لم تكن جيدة، والعلاقة بين الأهل والأطفال الذين كبروا بدورهم وأصبحوا أهلا لأطفال آخرين كان من الممكن أن تصبح أفضل بمراحل لو أن الأهل كانوا قد اهتموا بالحديث مع أطفالهم بوعي وصراحة.

ولكن بالرغم من كل ذلك يتساءل البعض: “لماذا يجب على أهالي اليوم أن يوعوا أطفالهم جنسيا؟”، إجابة هذا السؤال تكمن في أن الأطفال سيتعرضون لمعلومات عن الجنس سواء كان الأهل هم مصدر هذه المعلومات أم لا، فأطفال اليوم يعيشون في عالم مفتوح من المعلومات التي لا يمكن وقفها، لذا فإن فتح حوار واعٍ عن الجنس مع الأطفال من شأنه أن يضمن حصولهم على معلومات صحيحة وسليمة وتتناسب مع عمرهم، كما أنه يساهم أيضا في توطيد العلاقة بين الأطفال والآباء، كما أنه من المرجح أن يحصل هؤلاء الأطفال على حياة جنسية أفضل.

النفسي والمعرفي للأهل

فضول الأطفال تجاه الأمور الجنسية هو أمر طبيعي ويحدث لكل الأطفال في مرحلة ما من سنوات طفولتهم ومراهقتهم، وهو أمر حسّاس وشائك للأهل نظرا لطبيعتنا الشرقية والتربية المحافظة التي نشأ أغلب الأهالي عليها، لذا تعد أول خطوة في توعية الأطفال جنسيا هي تأهيل الوالدين لهذه المرحلة، وأن يستعدوا بالقراءة والتحكم في النفس لاجتياز هذه المرحلة بنجاح.(1) رغم أن المتعارف عليه هو أن يقوم الأهل بالجلوس مع الطفل جلسة واحدة كبيرة للحديث عن الجنس، فإن الدراسات الجديدة أثبتت أنه من الأفضل أن يدمج الأهل المعلومات الجنسية البسيطة والملائمة لعمر الطفل وسط الأحاديث اليومية العادية.

إذ إن الجلسة الواحدة الطويلة والمكثّفة تضع الطفل تحت ضغط عصبي كبير، وقد لا يستطيع استيعاب كل ما يقال دفعة واحدة، فيما أن الكلام المستمر لسنوات هو ما يؤثر حقا في نمو الطفل. ورغم أنهم في السن الصغيرة قد لا يبدو عليهم أنهم لا يستمعون جيدا للحديث، فإن الحقيقة عكس ذلك، وبالتالي من المهم أن تُكرر مثل هذه الحوارات منذ السنين الأولى من عمر الطفل.(2)

التعليم من الصغر

يمكن أن يبدأ تعليم الطفل عن الجنس منذ سن عامين، وهذا بتعليمه الأسماء الصحيحة أو المتفق عليها لأعضائه الخاصة، وأن أسماء هذه الأعضاء لا يُفترض أن تكون مسبّة، فشأنها شأن أي عضو آخر في الجسد مثل اليد والفم والقدم وسائر الأعضاء، وأن للأولاد أعضاء جنسية خاصة مختلفة عن تلك التي تملكها البنات، ولكن يجب التأكيد أيضا أن هذا هو الاختلاف الوحيد بين الجنسين، دون ذلك هم متساوون في العقل والمسؤولية والواجبات. كذلك هذا هو التوقيت المثالي لتعليم الطفل أن له أعضاء خاصة لا يجب على أحد رؤيتها أو لمسها، وعندما يرفض دخول والديه معه الحمام بعد أن يكون تعلّم الاعتماد على نفسه في الاستحمام والنظافة، يجب احترام هذا القرار تشجيعا له على الحفاظ على مساحته الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى