تحقيقات وحواراتسلايدر

مأساة في حدائق القبة.. انهيار عقارين يسفر عن وفيات وإصابات والبحث عن ناجين مستمر

علا عواد

شهدت منطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة صباح اليوم الجمعة، حادثًا مروعًا تمثل في انهيار متتالٍ لعدد من العقارات السكنية، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، وسط جهود مكثفة من الحماية المدنية والأجهزة التنفيذية لانتشال الناجين ورفع الأنقاض.

وبدأت الواقعة بانهيار عقارين سكنيين متجاورين في شارع الخليج المصري، أحدهما كان مأهولًا بالسكان والآخر خاليًا، وتبع ذلك انهيار جزئي لعقار ثالث، ثم انهيار كامل لعقار رابع خلال أعمال الإخلاء، وأثارت التطورات المتسارعة حالة من الذعر بين الأهالي، بينما هرعت قوات الإنقاذ والدفاع المدني إلى موقع الحادث على الفور.

حصيلة الضحايا والإصابات المؤكدة

أسفر الحادث عن وفاة 4 أشخاص، جرى استخراج جثامينهم من تحت الأنقاض، بينهم رجل وسيدة واثنان آخران لم تُعلن هويتهم بعد، كما تم إنقاذ 14 شخصًا أحياء، من بينهم أطفال وسيدات.

وبحسب المصادر الرسمية، فقد أُصيب 9 أشخاص بحالات اختناق متفاوتة نتيجة استنشاق الأدخنة والأتربة الكثيفة أثناء الانهيار، وتم نقلهم إلى مستشفيي الزيتون وحدائق القبة لتلقي العلاج اللازم.

كما سُجّلت إصابتان إضافيتان بين صفوف الحماية المدنية، نتيجة تعرضهم لاختناق أثناء عمليات الإنقاذ، ليصل إجمالي المصابين إلى 11 حالة مؤكدة.

جهود الحماية المدنية والإنقاذ

دفعت وزارة الداخلية بعدد من فرق البحث والإنقاذ تحت إشراف إدارة الحماية المدنية بالقاهرة، حيث تم استخدام المعدات الثقيلة والحفارات لرفع الأنقاض، وسط مخاوف من وجود مزيد من العالقين أسفل الركام.

كما تم فرض كردون أمني واسع النطاق حول موقع العقارات المنهارة، وتم فصل التيار الكهربائي والغاز عن المنطقة بالكامل كإجراء احترازي، إلى جانب إخلاء العقارات المجاورة من السكان تفاديًا لوقوع أية إصابات إضافية.

تحقيقات موسعة في الأسباب

أوضح الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، أن العقارات المنهارة قديمة ومبنية بنظام الحوائط الحاملة، وقد صدر لها قرارات سابقة بالإزالة أو الترميم، لكن لم يتم تنفيذها بالشكل المطلوب.

وأضاف أن اللجنة الهندسية التابعة لمحافظة القاهرة بدأت في فحص باقي العقارات المحيطة للتأكد من سلامتها، مشددًا على ضرورة مراجعة كل ملفات العقارات الآيلة للسقوط في المنطقة تجنبًا لتكرار الحادث.

جهود وزارة التضامن الاجتماعي

ومن جانبها، تابعت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي تداعيات حادث انهيار عقارين بمنطقة حدائق القبة وتصدع عقار ثالث جزئيًا كان مجاورًا لهما، وواصلت قوات الحماية المدنية جهودها في رفع الأنقاض والبحث عن ناجين أو ضحايا.

الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي

ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية بالتنسيق مع مدير مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة القاهرة وفريق الإغاثة بالهلال الأحمر المصري بتقديم التدخلات الإغاثية والمساعدات العاجلة والوقوف على تداعيات الحادث وحصر الخسائر في الممتلكات واتخاذ اللازم نحو سرعة الانتهاء من الأبحاث الاجتماعية اللازمة.

كما وجهت «مرسي» باتخاذ اللازم نحو مساعدة الأسر المضارة، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية.

استعدادات الصحة والمحافظة

ورفعت مديرية الشؤون الصحية بالقاهرة حالة التأهب القصوى في جميع المستشفيات القريبة من الموقع، وجرى الدفع بسيارات إسعاف إضافية، مع تفعيل خطة الطوارئ، كما جرى التنسيق بين مديريات الصحة والتضامن والحي لتقديم الدعم الكامل للمصابين وأسر الضحايا.

 

جهود الهلال الأحمر

 

تواجدت فرق من الهلال الأحمر المصرى بموقع انهيار عقارى منطقة حدائق القبة للمساهمة فى عمليات استخراج أى ناجيين من أسفل ركام العقار المأهول بالسكان كما تقوم الفرق بتقديم الدعم النفسى لقاطنى العقار مما تم إنقاذه.

وتمكن رجال الحماية المدنية بموقع انهيار عقار حدائق القبة من استخراج 8 اشخاص أحياء بعد جهود مضنية منهم ونقلوا جميعهم الى المستشفى كما تم استخراج جثتين حتى الآن وسط استمرار عمليات البحث عن مفقودين من أسفل ركام العقار ، وسط تواجد قيادات أمنية للإشراف على عمليات البحث.

وتتمركز 8 سيارات إسعاف بمحيط انهيار منزلين بمنطقة حدائق القبة تمهيدا لنقل أى ناج يتم العثور عليه بموقع الانهيار ونقله إلى المستشفى.

شهادات الأهالي والغضب الشعبي

قال أحد سكان المنطقة ويدعى أحمد م.، إن العقارات المنهارة كانت تظهر عليها علامات التصدع منذ فترة، وقد أبلغوا الحي عدة مرات دون استجابة كافية، وأضاف: “كنا بنشوف الشروخ بتزيد، بس محدش كان بيعمل حاجة، ولما وقعت أول عمارة، حسّينا إن الدور علينا”.

وطالبت عدد من الأسر المتضررة بتعويضات عادلة ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن الحادث، مشيرين إلى أن حياة المواطنين أصبحت مهددة في ظل غياب الرقابة والصيانة للمباني القديمة.

تتواصل أعمال البحث والإنقاذ في موقع الحادث، وسط حالة من الحزن والترقّب في الشارع المصري، وتستمر التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث، تسلط الواقعة الضوء مجددًا على خطر العقارات الآيلة للسقوط، والحاجة المُلحة لتنفيذ قرارات الإزالة أو الترميم قبل أن تتحول التحذيرات إلى كوارث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى