مركز أمريكي: “الكاره للإسلام” مودي يتخلى عن فلسطين
وائل عبد الحميد
البعض يفسر هذا التقارب إلى وجود أيديولوجية عرقية مشتركة معادية للمسلمين بين حزب “بهاراتيا جاناتا” الذي يتزعمه ناريندرا مودي
والليكود اليميني الذي يقوده بنيامين نتنياهو والمتحالف مع قوميين يمنيين متطرفين”..
جاء ذلك في سياق تقرير نشره مركز مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي تعليقا على تصريحات رئيس وزراء الهند التي أعلن فيها دعمه للكيان الصهيوني في حربها ضد الفلسطينيين.
وأضاف المركز على موقعه أول أمس الإثنين أن تلك التصريحات تمثل تغييرا حادًا للنهج الذي اعتادت نيودلهي تبنيه في تلك القضية.
وغرد مودي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” بعد انطلاق عملية “طوفان الأقصى”: “شعرت بصدمة عميقة تجاه أنباء الهجمات الإرهابية في إسرائيل. مشاعرنا وصلواتنا مع الضحايا الأبرياء وعائلاتهم. نحن نتضامن مع إسرائيل في هذا الوقت الصعب”.
وقام وزير الخارجية الهندي سوبر جايشانكار بإعادة نشر البيان الذي أدهش البعض جراء مضمونه وسرعة صدوره.
وأفاد المركز الأمريكي أنه حتى عام 1992، لم تكن الهند لديها أي علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، كما أنها لم تكن الدولة التي اعتادت أن تبادر بالانحياز إلى طرف ضد آخر في الأزمات.
وتابع: “بيان مودي يكشف إلى أي مدى بلغت العلاقات الهندية الإسرائيلية. على مدار أعوام جديدة بعد استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947، كانت إسرائيل متحمسة بشدة لترسيخ علاقة وطيدة معها”.
بيد أن الهند رفضت الاستجابة لتلك المبادرات خلال أكثر من أربعة عقود.
جواهر لال نهرو وغيره من الزعماء الهنود المناهضين عارضوا بشدة فكرة إنشاء دولة صهيونية بدافع فزعهم من تجربة التقسيم الخاصة بهم وإنشاء باكستان، الدولة الأولى التي تقام على أساس القومية الدينية.
وعلاوة على ذلك، والكلام لمركز العلاقات الخارجية، كان الزعماء الهنود متعاطفين بشدة مع القضية الفلسطينية، ورأوا أن محنة الفلسطينيين نتيجة مباشرة للإمبريالية البريطانية.
ولذلك، بالرغم من اعتراف الهند بـ”إسرائيل” عام 1950 لكنها رفضت إنشاء علاقات دبلوماسية رسمية معها.
“إسرائيل” ثاني أكبر شريك عسكري للهند
وفي السنوات التالية، “تواصلت إدانة الهند لـ”إسرائيل” بالرغم من تزويد الأخيرة لها بدعم عسكري محدود في حروبها ضد الصين وباكستان
التي كانت تحظى بمساعدات عسكرية وسياسية منتظمة من الدول العربية”.
ورغم أن العلاقات الرسمية بينهما على المستوى العسكري والتجاري بدأت عام 1992،
وأصبحت “إسرائيل” ثاني أكبر شريك عسكري للهند، لكن العلاقات بين الطرفين لم تصل إلى درجة التقارب
حتى أن أول رئيس وزراء إسرائيلي زار الهند كان أريل شارون عام 2003، واندلعت وقتها احتجاجات شعبية عارمة ضد هذا الضيف وفقا للتقرير.
وعلاوة على ذلك، دأبت الهند على التصويت ضد “إسرائيل” في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأردف مركز العلاقات الخارجية: “لكن بعد تولي مودي سدة الحكم عام 2014، بدأت العلاقات الثنائية تتخذ طابعا وديا.
في عام 2015، امتنعت الهند عن التصويت في قرار للأمم المتحدة حول إذا ما كان ينبغي مثول “إسرائيل” أمام المحكمة الجنائية الدولية على خلفية جرائم حرب ارتكبتها في غزة عام 2014.”
في عام 2017، أصبح مودي أول رئيس وزراء هندي يزور “إسرائيل”. واليوم، امتدت العلاقات بينهما على نطاق أوسع لتشمل السياحة ومجالات أخرى.
أيديولوجية عرقية مشتركة معادية للمسلمين
ونوه المركز الأمريكي إلى أن البعض يفسر هذا التقارب إلى وجود أيديولوجية عرقية مشتركة معادية للمسلمين بين حزب بهاراتيا جاناتا
الذي يتزعمه مودي والليكود اليميني الذي يرأسه نتنياهو والمتحالف مع قوميين يمنيين متطرفين.
بيان رئيس الوزراء الهند والسرعة التي عرض بها تقديم الدعم لإسرائيل مثير للانتباه، وفقا للتقرير،
لا سيما وأن الهند تربطها علاقات ممتازة مع المملكة السعودية والشرق الأوسط،
وأبدت علنًا دعمها للقضية الفلسطينية استضافت الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2018.
بيد أن الوضع الجيوسياسي والسياسات الداخلية في الهند التي أصبحت ذات صلة وطيدة بإسرائيل وترتبط بشراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة الحليف الإسرائيلي الأكبر.
وأشار التقرير إلى أن استقرار الشرق الأوسط مهم للهند التي يقيم بها ويعمل الكثير من رعاياها ويرسلون تحويلات مالية لذويهم.
واختتم التقرير:
بيان مودي يشير إلى أن الهند باتت ترى العلاقة مع إسرائيل أكبر من كونها ودية ولكنها حيوية لتحقيق مصالحها الإستراتيجية طويلة الأمد.
وفي ذات السياق، قارنت صحيفة هندوستان تايمز الهندية عبر قناتها على “يوتيوب” بين تصريحات مودي الداعمة لإسرائيل وبين خطاب مصور ألقاه رئيس الوزراء الهندي السابق أتال بيهاري فاجبايي قبل 46 عاما
وتحديدا عام 1977 وصف فيه إسرائيل بالمعتدي الذي يجب أن يغادر الأراضي الفلسطينية.
يذكر أن مودي يواجه الكثير من الانتقادات بسبب عمليات قمع واضطهاد عديدة يمارسها نظامه ضد مسلمي الهند، لا سيما في كشمير.