سلايدرمقالات

رئيس التحرير يكتب: مصر لن تقبل بأقل من دولة فلسطينية

مصر لن تقبل بأقل من دولة فلسطينية
الكاتب الصحفي محمود سعيد رئيس تحرير «جريدة المصرية»

بقلم محمود سعيد

لم تكن مصر العروبة لتغض الطرف عما يجري في قطاع غزة، من فظائع لا يوجد لها مثيل في عالم اليوم، حيث أوجدت القاهرة حراكاً عربياً ودولياً للعمل على وقف القصف والتصعيد الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وتخفيف المعاناة عن المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون حصاراً خانقاً يشمل قطع الماء والكهرباء وإمدادات الطعام، فضلاً عن جهود القاهرة لمنع انعكاسات الصراع من التحول إلى حرب إقليمية مُتعددة الجبهات ولا هوادة فيها.

إن المواقف المصرية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ومُشرّفة على امتداد التاريخ، إذ لم تساوم عليها القاهرة، مهما كان الثمن أو المغريات، بل ظلت فلسطين بالنسبة إلى مصر هي القضية الأولى والشعب الشقيق والحق العربي، بصفحات من المجد والتضحيات من أجل فلسطين، تدونها المجلدات، عن دور أم الدنيا في تضميد جراحات الأشقاء الفلسطينيين، والدعم المتواصل للدفاع عن حرمة المسجد الأقصى، وحمايته من الاعتداءات الإسرائيلية، فضلاً عن التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش بسلام وإنسانية على أرضه.

وشاهدنا.. كيف جعل الرئيس عبدالفتاح السيسي، من القضية الفلسطينية قضيته الخاصة منذ اندلاع الأحداث يوم 7 أكتوبر الماضي، فلم يدخراً جهداً في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في اتصالاته المستمرة بقادة العالم، لتشكيل موقف دولي داعم للقضية الفلسطينية، وتخفيف المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين، مُستخدماً مكانة مصر الإقليمية والدولية لإيصال صوت وجراحات الفلسطينيين، والعمل على حل القضية الأم للعرب.

وتعي مصر، مقدار الضربة الموجعة التي تلقتها إسرائيل يوم 7 أكتوبر، والتي أفقدتها أكثر من 1300 قتيلاً، وهزت المنظومة الإسرائيلية بأكملها، والتي دفعت الإسرائيليين للانتقام والضرب بلا هوادة في كل اتجاه، في وضع خطير لم يعرفه الصراع العربي الإسرائيلي منذ نصر أكتوبر المجيد، لدرجة أن الأحداث الأخيرة قد غطت على أحداث الحرب الروسية الأوكرانية، ما دفع الدولة المصرية للتجهز لسيناريوهات مفتوحة والعمل على وأدها قبل ميلادها أو تحولها إلى حرب شاملة مُهلكة للمنطقة بأكملها.

وفي الختام، تظل السياسة المصرية تجاه فلسطين علامة فارقة ومواقف أصيلة على امتداد تاريخها، كما أنها مُعلنة أمام الجميع وحاضرة في جميع القمم الدولية، حتى تحولت إلى صوت دولي حكيم وفعال لا بمقاصد إنسانية سامية وتضحيات مصرية خالدة من أجل القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى