أخبار مصرية

مصر والأردن.. المجال ما زال واسعًا لتعزيز التعاون الثنائي

ارتفاع الصادرات والواردات بين البلدين خلال عام 2022

عقدت قبل أيام الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة الأردنية عَمان، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور بشر الخصاونة، رئيس مجلس الوزراء الأردني، توقيع عدد من الوثائق في مجالات تخدم تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والأردن.

السياسات الاقتصادية والتنموية

وتوقيع مذكرة تفاهم في مجال رسم السياسات الاقتصادية والتنموية وتبادل الخبرات التخطيطية، بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجمهورية مصر العربية، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية، وقام بالتوقيع من الجانب المصري، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والسيدة زينة طوقان، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية.

للمشاهدة  اضغط هنا

كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للرقابة المالية بجمهورية مصر العربية، وهيئة الأوراق المالية بالمملكة الأردنية الهاشمية، ووقع عليها من الجانب المصري، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ومن الجانب الأردني، السيدة زينة طوقان، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي.

كما قامت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، من الجانب المصري، والدكتور معاوية الردايدة، وزيرة البيئة، من الجانب الأردني، بتوقيع البرنامج التنفيذي للتعاون بين البلدين في مجال حماية البيئة لعامي (٢٠٢٥/٢٠٢٣).

وتم توقيع برنامج تنفيذي زمني للتعاون في مجال الشئون الاجتماعية للأعوام (٢٠٢٤/٢٠٢٣)، ووقع عليه من الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ومن الجانب الأردني، السيدة وفاء بني مصطفى، وزيرة التنمية الاجتماعية.

مدبولي: المجال ما زال واسعا لتعزيز التعاون الثنائي

وحسب ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية «أ ش أ» أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، أن الحكومة المصرية تؤمن بأن المجال ما زال واسعًا لتعزيز التعاون الثنائي بين مصر والأردن، لاسيما في المجالين التجاري والاستثماري.

جاء ذلك في كلمة مدبولي خلال انعقاد أعمال الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، الاثنين 7 يوليو الماضى ، بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة الأردنية عمّان، برئاسة مدبولي، ورئيس مجلس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة.

واستهل الدكتور مصطفى مدبولي بتَطلُعه لأن تُحقق اجتماعات اللجنة العليا المصرية- الأردنية المشتركة نتائجَ ملموسة، تُسهم في تعزيز أواصر العلاقات بين البلدين، مؤكدا «أننا نلمس مدى متانة العلاقة عبر توجيهات القيادة السياسية بتعزيز التعاون الثنائي».

الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ونظيره الأردني
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ونظيره الأردني

كما أثنى مدبولي على عمل الوزراء وكبار المسئولين والخبراء من الجانبين، وما بذلوه من جهد على مدار الأيام الماضية لضمان خروج اجتماع اليوم بنتائج ملموسة تُلبي تَطلُعات الشعبين.

وأشاد رئيس الوزراء بحرص البلدين على انتظام الانعقاد الدوري للجنة العليا المصرية- الأردنية المُشتركة منذ انطلاقها، الذي اعتبره نموذجًا يُحتذى به على صعيد العمل العربي المشترك، مؤكداً في السياق ذاته على المسؤولية التي يتحملها الطرفان، لمواكبة مُستجدات العمل المُشترك، من خلال دفع الاتصالات المُباشرة بين المَعنيين في مُختلف المجالات، وبشكل مُستمر على مدار العام، لتذليل أية عقبات قد تطرأ على مسيرة التعاون.

وأشار إلى أن هناك تواصلا مباشرا بينه وبين نظيره الأردني، كما أن هناك تواصلا مباشرا بين الوزراء من الجانبين، مشددا على أهمية هذا التواصل في دفع العلاقات وتجاوز أية معوقات بيروقراطية.

ولفت إلى أن اللجنة نجحت خلال دورات انعقادها الثلاثين في تحقيق مُنجزات مُهمة ومشروعات مشهود لها بالريادة، من أهمها الشراكة المصرية الأردنية المتميزة في مجال الغاز، والطاقة بصفة عامة، مشيراً إلى أن خط الغاز العربي كان واحدًا من مُخرجات اللجنة العليا من أجل تأمين إمداد الغاز لكلا البلدين في حالات الطوارئ، وفق الأُطر التي تحافظُ على أمنِ الطاقة لكلا البلدين، تجسيداً لقوة التعاون والتكامل القائم بين البلدين في هذا القطاع، ومضيفاً أن خط الربط الكهربائي الحالي بين بلدينا يُعدُ مشروعا رائداً، كما أن هناك اهتماماً بزيادة جهد هذا الخط للتمكن من تبادل الطاقة مع دول شقيقة أخرى، ويتطلع لتفعيل التعاون مع العراق في هذا الصدد.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن انعقاد الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المشتركة يأتي في خضم تحديات مُتنامية سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي، لافتاً إلى أن الحكومة المصرية تؤمن بأن المجال ما زال واسعاً لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ولاسيما على الصعيد التجاري والاستثماري، مع الأخذ بعين الاعتبار الطفرة التي يمكن تحقيقها على صعيد تجارة الترانزيت، خاصة في ظل عمليات التطوير والتوسعة الهائلة التي تشهدها الموانئ المصرية على البحرين المتوسط والأحمر، وشبكة الطرق ووسائط المواصلات بينهما، وهو ما يوفر فرصة واسعة لزيادة الصادرات والواردات الأردنية مع الخارج من خلال وسائط أقل تكلفة، وهو ما يمثل مكسباً مشتركاً للبلدين.

وعلى صعيد العلاقات بين الشعبين..أضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه انطلاقاً من مكانة الأردن الشقيق في وجدان الشعب المصري، فإن الحكومة المصرية ترحب بكل الأشقاء الأردنيين المقيمين والدارسين بمصر، حيث تحرص على توفير كل سُبل الرعاية لهم، وهو الأمر الذي تلمسه مصر كذلك في الرعاية الكريمة التي تحظى بها الجالية المصرية في الأردن من الحكومة الأردنية بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.

وشدد رئيس الوزراء على أن البُعد الإقليمي يَظلُ أحد المحاور الرئيسية للتعاون بين مصر والأردن، لافتاً إلى أن آلية التعاون الثلاثي التي تجمعُ البلدين مع جمهورية العراق الشقيقة، تعد نموذجاً يحملُ في طياته فُرصًا واعدة، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، وإنما أيضًا في شقه الاستراتيجي، مؤكداً أن ذلك يفرضُ تعزيز العمل في الفترة القادمة للبناء على حالة الاستقرار التي يشهدها العراق الشقيق لترجمة مُخرجات القِمم الأربع التي عُقدت حتى الآن إلى مشروعات ملموسة، مشيرا إلى أن الأهم تفعيل ذلك على المستوى الثلاثي كما هو الحال على المستوى الثنائي.

تعاون مشترك مع وكالات الأنباء

وتم كذلك توقيع برنامج تعاون مشترك بين وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ ش أ)، ووقع من الجانب المصري، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ومن الجانب الأردني، السيد فيصل الشبول، وزير الاتصال الحكومي.

حجم التبادل التجاري بين مصر والأردن

أما عن حجم التبادل التجاري بين البلدين، فأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء العلاقات الاقتصادية بين مصر والأردن، ارتفاع قيمة الصادرات المصرية للأردن لتصل إلى 669 مليون دولار خلال الـ 11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 654 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 2.3%، وبلغت قيمة الواردات المصرية من الأردن 225 مليون دولار خلال الـ 11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 180 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 25%.

وسجلت قيمة التبادل التجاري بين مصر والأردن 894 مليون دولار خلال الـ 11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 834 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 7.2% .

الرئيس عبد الفتاح السيسى وملك الاردن
الرئيس عبد الفتاح السيسى وملك الاردن

وحول أهم مجموعات سلعية صدرتها مصر إلى الأردن خلال الـ 11 شهر الأولى من عام 2022 جاء الوقود المعدني والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها في المرتبة بقيمة 142 مليون دولار. ثم آلات وأجهزة ومعدات كهربائية بقيمة 50 مليون دولار ومحضرات خضر بقيمة 38مليون دولار ثم خضر ونباتات بقيمة 34 مليون دولار، ثم منتجات من خزف بقيمة 33 مليون دولار

وعن أهم مجموعات سلعية استوردتها مصر من الأردن خلال الـ 11 شهر الأولى عام 2022 جاءت الأسمدة في المقدمة بقيمة 129 مليون دولار ثم منتجات الصيدلة بقيمة 17 مليون دولار ثم ألمنيوم بقيمة 12 مليون دولار ثم لدائن ومصنوعاتها بقيمة 11 مليون دولار ثم منتجات كيميائية عضوية وغير عضوية بقيمة 10 مليون دولار .

تحويلات المصريين العاملين بالأردن

وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بالأردن 792.9 مليون دولار خلال العام المالي 2021 / 2022 مقابل 774.2 مليون دولار خلال العام المالي 2020 / 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 2.4%، بينما بلغت قيمة تحويلات الأردنيين العاملين في مصر 9.6 مليون دولار خلال العام المالي 2021 / 2022 مقابل 12.3 مليون دولار خلال العام المالي 2020 / 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 21.8%.

وبلغت قيمة الاستثمارات الأردنية في مصر 52.5 مليون دولار خلال العام المالي 2020/2021 مقابل 22.8 مليون دولار خلال العام المالي 2019 /2020 بنسبة ارتفاع قدرها 130.3%.

وسجل عدد سكان مصر 104.4مليون نسمة عام 2022، بينما سجل عدد سكان الأردن 10.3 مليون نسمة عام 2022.

وبلغ عـدد المصـريين المتواجديـن بالمملكة الأردنية طبقاً لتقـديـرات البعثة 920 ألف مصري حتى نهاية 2021.

علاقة مصر والأردن في القرون الوسطى

وفي القرون الوسطى والعصور القديمة، كانت المنطقة المعروفة اليوم بمصر والأردن تعيش تحت حكم الحضارات المختلفة مثل المصريين القدماء والأشوريين والبابليين والفينيقيين وغيرها. وقد شهدت هذه الحضارات المتلاحقة تبادلاً ثقافياً وتجارياً ثميناً بين المنطقتين.

علاقتهم أثناء الحكم العثماني

أثناء الحكم العثماني (1517-1917)، كانت مصر والأردن جزءًا من الإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف، تأثروا بالرغم من ذلك بالأحداث الثقافية والسياسية العثمانية المشتركة.

في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، بدأت المجتمعات القومية والوطنية بالتطور في المنطقة، مع تأسيس المؤسسة العربية الحديثة في الحركة القومية، قادت هذه الحركة إلى حركة التحرر العربية من الاستعمار الأوروبي، وقد أصبحت مصر والأردن جزءًا هامًا من هذه الحركة، وتم العمل سويًا لتحقيق الاستقلال وتحرير الشعوب من الاحتلال.

التعاون العسكري

اشتركت القوات المُسلحة في البلدين بعدة مناورات كان من أهمها مناورات عين جالوت و‌مناورات العقبة، كما اشتركت القوتان في مناورات إقليمية مثل مناورات النجم الساطع، مناورات الأسد المتأهب و‌مناورات السيف السريع و‌مناورات رعد الشمال.

كما يُعتبر كل من الأردن ومصر من دول الطوق العربي التي خاضت حروبًا مشتركة ضد إسرائيل، كان أهمها حرب 1948 و‌حرب 1967.

مناورات مصرية أردنية مشتركة
مناورات مصرية أردنية مشتركة

ولقد تم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين قُبيل حرب 1967، التي وضعت قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة كان الفريق المصري عبد المنعم رياض قائدًا لمركز القيادة المتقدم فيها في العاصمة الأردنية عمّان، والذي تم تعيينه قائدًا عامًا للجبهة الأردنية حينما اندلعت حرب 1967.

يهتم كلا البلدين بالجانب العسكري، ويتم تخصيص جزء كبير من ميزانيتهما لهذا الغرض، حيث تبلغ الميزانية العسكرية لمصر لعام 2014 حوالي 4.3 مليار دولار.

وتبلغ نسبة إنفاق الأردن على الجيش الأردني 4.5% من الدخل القومي لعام 2012، فيما بلغت نسبة الإنفاق على الجيش المصري 1.72% من الدخل القومي في نفس العام.

ويحتل الجيش المصري حاليًا المرتبة 13 عالميًا والأولى عربيًا وفقًا لبعض العوامل منها عدد السكان وعدد المقاتلين في الجيش وعدد الآليات العسكرية، بينما يحتل الجيش الأردني المرتبة 67 عالميًا والثامنة عربيًا.

السياحة والثقافة

تعتبر مصر والأردن من الوجهات السياحية الشهيرة، حيث يتوافد السياح من جميع أنحاء العالم لاستكشاف معابدهم وأثارهم القديمة والمواقع السياحية الأخرى.

علاوة على ذلك، تقام الفعاليات الثقافية والفنية المشتركة بين البلدين، مما يساهم في تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين وتعميق الصداقة الثنائية.

في الختام، يمكن القول إن العلاقة بين مصر والأردن قائمة على التعاون والتفاهم المتبادل والمصالح المشتركة، رغم التحديات والمشاكل التي تواجهها المنطقة، فإن البلدين ما يزالان يسعيان إلى تعزيز العلاقات وتعاونهما من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى