مكالمة هاتفية تكتب نهاية الحرام… حكاية قتيلة الفيوم ومنقذها من الانتحار
رجب يونس
بعينين شاردتين وجسد مرتجف خرجت الفتاة العشرينية من منزل أسرتها بالفيوم تاركة قريتها الصغيرة قاصدةً قاهرة المعز أملا في الهروب من ضغوطات أسرتها والعيش بحريتها بعيدا عن عادة وتقليد قريتها التي في بطن المحافظة حتى وقعت فريسة سهلة في يد ذئب بشري نهب جسدها ودنس شرفها، ولكن القدر لم يمهلهما سعادتهما الزائفة لتلقى الاثنان طعنات كتبت المشهد الأخيرة في حياتهما على يد أسرتها.
بأنفاس متسارعة ونبضات قلب لم تهدأ بعد، خرجت الفتاة العشرينية من منزل أسرتها هربا من صخب العيش معهم تحمل في متخيلتها مسلسل الانتحار بعيدا عن محافظاتها حتى لا يعثر عليها أحد من أفراد الأسرة، استقلت الفتاة أول سيارة منطلقة إلى القاهرة حتى جلست في مقدمة السيارة بجوار النافذة، تذكرت حينها شريط عمرها الذي مر وكأنه حلم، حينما كانت تعيش في كنف أسرتها التي لم تلحق أن تودعهم سوى بنظرات الحزن والانكسار حتى قطع السائق شريط ذاكرتها التي لم تعد بعد “وصلنا القاهرة يا أستاذة تفضلي “، هنا وقفت الفتاة حائرة لم تجد مأوى سوى الانتحار وإنهاء حياتها.
بدموع لم تجف طوال رحلتها وقفت الفتاة على أحد كباري العاصمة وقررت القفز من الأعلى، ولكن القدر لم يمهلها للنهاية، حتى شاهد شخص يبدو على ملامحه الوقار ذو ملابس مهندمة، تحركاتها الغريبة فقرر مساعدتها ومعرفة ما يدور في ذهنها و علم منها أنها تحاول التخلص من حياتها، حتى أقنعها بالرجوع عن فعلها، وانتهى الأمر باصطحابها إلى منزله الكائن بمنطقة المعصرة جنوب القاهرة، لتقطن معه داخل شقته في الطابق الحادي عشر، منذ اللحظة الأولى بدأت نظرات صاحب الشقة تتغير اتجاهها حتى أوقعها في الحرام، ومارس معها العلاقة المحرمة ومعاشرتها معاشرة الأزواج، شعرت حينها الفتاة أنها وقعت فريسة لذئب بشري سلبها عرضها وشرفها.
قرر الفتاة كشف سرها لشقيقتها الكبرى حتى تجد لها حلا في تلك الكارثة التي لم يداويها الزمان إلا بالزواج أو الثأر لشرفهم، بالفعل هاتفت الفتاة شقيقتها واخبرتها بما حدث معها منذ أن وطأة قدميها قاهرة المعز أردت شقيقتها معرفة مكان تواجدها لكن خوف الفتاة من رد فعل أسرتها جعلها تخفي عنهم مكانها ولكن النهاية قد اقتربت منها دون علم حينما هاتف أحد الأشخاص أسرتها وأخبارهم بمكن ابنتهم الهاربة، لم تنتظر الأسرة حتى طلوع شمس اليوم التالي فهرولت شقيقتها وأشخاص من أفراد أسرتها إلى منطقة المعصرة للملمت عرضهم وشرفهم الذي دنسهُ الخبير الزراعي بعدما استدرج ابنتهم إلى الحرام.
صعدت الأسرة إلى الطابق الحادي عشر حتى دلوفهم داخل الشقة، هنا كانت الصدمة الأولى للفتاة المجني عليها حينما رأت شقيقتها وأسرتها فوق رأسها ظنت حينها أنها النهاية، حاول الأهل الحديث مع الخبير الزراعي المجني عليه لتهدئات الأمر وستر ابنتهم بالزواج ولكنه رفض وأنكر أي علاقة بينه وبين ابنتهم، حتى فقدت الأسرة الأمل الأخير في ستر تلك الفضيحة والعار الذي يلازمهم طوال حياتهم، فباغته أحد أفراد الأسرة بطعنة في الجسد بينما باغت آخر الفتاة بطعنة حتى سقطت الفتاة وعشيقها على الأرض غارقين في دمائهم، ولاذ المتهمون بالفرار من مسرح الجريمة، ولكن حارس العقار شاهد المتهمين أثناء خروجهم مسرعين مما جعل الشك يتملك قلبه، وصعد إلى حيث كانت الأسرة فوجد صاحب الشقة والفتاة غارقين في دمائهم فبلغ رجال الشرطة.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة عثرت على جثتي رجل وسيدة مقتولين داخل شقة بمنطقة المعصرة.
تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة بلاغا من شرطة النجدة بوجود جثتين داخل شقة بمنطقة المعصرة، وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارات الإسعاف وبالفحص تبين وجود جثتي رجل وسيدة وتم نقل الجثامين للمشرحة ويقوم رجال المباحث بعمل التحريات وسؤال شهود العيان وتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.