مقالات

منار الخضري تكتب:المرأة… وعي وطن ومصير أمة

مقال رأي بقلم منار الخضري يناقش الدور الحيوي للمرأة في تشكيل الوعي السياسي والمجتمعي، وكيف أصبحت المرأة المصرية والعربية ركيزة للاستقرار ورافعة للوعي الوطني في مختلف الأزمات والتحولات.
الإعلامية منار الخضرى

✍️ يقلم :منار الخضري

المرأة… وعي وطن ومصير أمة

في لحظات التحوّلات الكبرى، حين تتصارع الأوطان بين الاستقرار والاضطراب، وتتشكل الملامح وسط زخم الأحداث، تبرز المرأة المصرية والعربية كمنارة خضراء… شامخة، واعية، تقود في صمت، وتوجّه في ثبات.

لم تكن المرأة يومًا “نصف المجتمع” فحسب، بل كانت دومًا صمام أمانه وميزان وعيه السياسي، تدرك ببصيرتها ما قد يعجز عنه كثيرون ممن يملكون الميكروفون والمنصب.

من البيت إلى الميدان.. صناعة الوعي تبدأ من المرأة

لم يكن غرس الوطنية في القلوب نتاج كتب أو شعارات، بل نتاج امرأة تربّي، وتُعلّم، وتبني عقلًا وفكرًا في كل بيت.
منذ الصغر، كانت الأم هي المدرسة الأولى، تُربي أبناءها على حب الأرض، وتغرس فيهم الانتماء الحقيقي، وتُعلّمهم أن السياسة ليست فقط منصبًا أو قرارًا، بل وعيًا يُصنع من رحم الحياة اليومية.

حين تفهم المرأة السياسة، لا تُنجب تابعين، بل تصنع مواطنين أحرارًا، يُفكّرون، يُحلّلون، ويرفضون الاستغفال أو الانقياد الأعمى.

الوعي السياسي للمرأة.. قوة لا يُستهان بها

كم من مرة وقفت المرأة في طوابير الانتخابات، متحدّية الطقس أو التهديد، فقط لأنها تؤمن أن صوتها ليس رقمًا، بل رسالة!
وكم من مرة كانت أول من يقف في وجه الفوضى، تحذّر من الفتن، وتدافع عن استقرار الوطن… ليس لأنها فقط متأثرة بما يحدث، بل لأنها تعلم أنها ستدفع الثمن وحدها إن ضاع الوطن.

المرأة في الأزمات.. الجدار الذي لا يسقط

في كل أزمة، من الذي يُحكم قبضته على البيت؟ من الذي يربّي على الصبر والكرامة؟
من الذي تُعلّم أبناءها أن الجيش شرف، وأن التضحية لا تُقاس بالمال ولا بالمكسب؟
إنها المرأة — رمز الصبر، وعنوان التضحية، وصوت العقل حين يعمّ الارتباك.

هي ليست فقط الزوجة أو الأم، بل الجدار الصلب الذي يمنع الانهيار، واليد التي تُعيد التوازن حين تميل السفينة.

تشكيل الرأي العام.. دور المرأة الخفي والفاعل

قد لا تملك المرأة منبرًا إعلاميًا، لكنها تملك القلوب والعقول في محيطها.
تؤثر في زوجها، أبنائها، زميلاتها، ومتابعيها عبر السوشيال ميديا.
وحين تُحسن استخدام صوتها وفكرها، تصبح أقوى من آلاف الحملات المدفوعة.

المرأة حين تعي دورها في تشكيل الوعي العام، تصبح أداة تنوير لا غنى عنها في أي مجتمع يبحث عن الحقيقة وسط الضجيج.

المرأة الواعية سياسيًا ليست فقط مُراقبًا لما يحدث، بل هي حائط الصد الأول ضد التضليل، ضد الشائعات، وضد محاولات طمس الهوية.
هي القائدة في لحظات الغموض، والمُطمئنة في زمن القلق، وهي من تُعيد تعريف الوطن في عيون أبنائه، وتمنحه المستقبل من خلال وعيها.

فلنُؤمن بأن بناء الأوطان لا يتم بنصف عقل، بل بعقلين… رجل وامرأة، يقفان جنبًا إلى جنب، يصنعان الأمل، ويكتبان التاريخ بوعي لا يهتز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى