التعليمتحقيقات وحواراتسلايدر

من سلالم العمارات إلى أوائل الدبلومات.. كفاح أم يصنع مهندسة المستقبل

الإسماعيلية- نورهان جمال

في حارة بسيطة بمحافظة الإسماعيلية، كانت ياسمين سعيد تخرج كل صباح تحمل حقيبتها الثقيلة وأحلامها الأثقل، عابرة شوارع المدينة في رحلة طويلة نحو مركز الدروس، لم تكن وحدها في هذا المشوار اليومي، فدائمًا ما كانت تجد والدتها أو شقيقها ينتظرانها تحت المطر أو تحت الشمس الحارقة، حتى تعود في العاشرة مساءً.

ياسمين، الطالبة في دبلوم الصنايع قسم كهرباء، لم تصل إلى قائمة أوائل الدبلومات الفنية لعام 2025 مصادفة، بل وصلت بسهر الليالي والعرق والدموع، وبكثير من الدعاء والحب والتضحيات التي قدّمها والداها.

الأم، كانت تستيقظ فجرًا لتلحق بأعمال النظافة اليومية، تمسح سلالم وتغسل البيوت، وتعمل «يومية» في تنظيف الدواجن، فقط لتوفر لبنتها وأشقائها ما يحلمون به. تقول في تصريحات لـ «المصرية نيوز»: «كنا بنحرم نفسنا من كل حاجة عشان ينجحوا.. ماكناش نشتري هدوم جديدة ولا نركب مواصلات.. نمشي الشغل عشان نوفر ليهم القرش».

أما الأب، عامل الأمن البسيط، فلم يكن يومًا يشتكي من التعب، بل كان يراه خطوة على طريق مستقبل أولاده: «محسناش بالتعب، كنا نحط القرش على القرش عشان نعمل بيت ملك وبيئة مريحة يذاكروا فيها.. وكل اللي كنا بنتمناه إنهم يطلعوا أحسن ناس».

الحياة لم تكن سهلة في البيت العشوائي الأول، لكنه كان ممتلئًا بالأمل وبالادخار الصبور، استطاع الأب والأم أن يحققا حلم «البيت الملك»، ليصير الدفء فيه من جدرانه ومن قلوبهم أيضًا.

تقول ياسمين، بعينين تلمعان بالعرفان والاعتزاز: «أنا فخورة بأبويا وأمي.. هما الكنز الحقيقي في حياتنا. تعبوا كتير، وأنا نفسي أبقى مهندسة واشتغل واشتري لهم راحة بالهم باقي العمر».

لم يكن الطريق معبّدًا أمام ياسمين، لكن كان فيه خطوات ثابتة، وقلوب تدفعها من الخلف، حلمها لم يكن فقط النجاح، بل أن ترد ولو قليلا من الدين الثقيل على كتفي والدَيها.

وياسمين اليوم لا تنتظر فقط نتيجة القبول في كلية الهندسة، بل تنتظر اليوم الذي تمسك فيه بيد والديها وتقول: «ارتاحوا.. تعبكم ما راحش هدر».

شاهد الفيديو

 

أمي كانت بتنضف فراخ وتمسح سلالم عشان أنجح.. ياسمين من أوائل الدبلومات الفنية في الإسماعيلية تروي قصة كفاح تفوقها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى