الأقصر- سمر أحمداني

في صعيد مصر، وتحديدًا بمحافظة الأقصر، برز اسم الطالب باسم أيمن زاهر، الذي لقب بـ «دحيح الأقصر»، كرمز للتفوق والطموح بين زملائه. اشتهر باسم بفضل ظهوره في فيديوهات مراجعات تعليمية قبل امتحانات الثانوية العامة، وقدرته الفائقة على تبسيط المناهج، حتى أصبح حديث طلاب الأقصر ونموذجًا للجد والاجتهاد.

كان حلم باسم واضحًا منذ سنوات؛ أن يصبح طبيب أورام، ليحقق أمنية والدته التي رحلت متأثرة بمرض السرطان وهو في الصف الثاني الإعدادي، كتب على مكتبه عبارة «باسم طبيب أورام»، وكان يذاكر ساعات طويلة بلا توقف لتحقيق هذا الحلم الذي ارتبط بذكرى والدته ووجعها.

لكن الصدمة جاءت قاسية، ففي مساء إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025، تلقى باسم صورًا لنتيجته من أصدقائه، ليكتشف أنه حصل على 74.22% فقط في شعبة علمي علوم، وهي نتيجة لم يتوقعها هو ولا أسرته ولا كل من عرفوه، انهار «دحيح الأقصر»، في حضن والده، مرددًا: «ظلموني.. العربي والكيمياء هما اللي أذوني.. حلم أمي راح».

كان باسم ووالده في خلوة روحية بالدير عقب عودتهما من المصيف، لكنهم قطعوا هذه الخلوة بمجرد معرفتهم بالنتيجة وعادوا إلى منزلهم في حالة صمت وذهول. لم يتخيل الأب، المستشار أيمن زاهر، أن ينتهي تعب ابنه بهذه النسبة، وأكد أنه سيتقدم بتظلمات خصوصًا في مادتي اللغة العربية والكيمياء، حيث يثق باسم أنه حل الإجابات بشكل كامل.

في تصريحات لـ «المصرية نيوز»، قال باسم: «كنت بوعد ماما دايمًا إني هكون دكتور أورام وأعالج أوجاع غيري، لكن النتيجة خيبت أملي.. أنا مش مصدق إنها نتيجتي، دي أكيد فوتوشوب».

انتشرت قصة دحيح الأقصر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث مصر بعد أن عبر آلاف المتابعين عن تضامنهم معه، وطالبوا بمساعدته لتحقيق حلمه.

وفي لحظة أمل، أعلنت إحدى الجامعات الخاصة عن منح باسم منحة دراسية كاملة لدراسة الطب، ليعود إليه بريق الحلم، وقال باسم بعد سماع الخبر:«امبارح كنت نايم وبقول يا رب ما أقوم، لكن النهاردة أنا سعيد وفرحان.. المنحة صدمة حلوة وأعطتني أمل جديد في الحياة».

اختتم باسم حديثه برسالة مؤثرة: «بشكر كل حد دعمني ووقف جنبي، وأوعدكم أني هحقق حلم ماما وأعالج الناس.. دموعي غالية، لكن النهاردة دموعي دموع فرحة».

شاهد الفيديو

صدمة الدحيح باسم.. حسرة في بيت ترند الثانوية بالأقصر