تحقيقات وحواراتسلايدر

من هي الفنانة التي ادعت الزواج من جني؟.. يوسف وهبي يكشف التفاصيل في مذكراته

لطيفة نظمي
لطيفة نظمي -أرشيفية

كتب: مهند سليم

من أغرب القصص التي تداولها الوسط الفني هي قصة الفنانة لطيفة نظمي، التي كانت متجهة نحو مستقبل مشرق في عالم الفن.

رغم أن حكايتها تبدو أشبه بالخيال وأثارت شكوك الكثيرين حول صحتها، إلا أنها موثقة في مذكرات يوسف وهبي، الذي كان شاهداً على جميع أحداثها وتفاصيلها.

من هي لطيفة نظمي؟

ولدت لطيفة نظمي في 6 ديسمبر 1898 في أسرة فقيرة بإحدى قرى دمياط. كان والدها يعمل في الصيد، وكان دخله بالكاد يكفي لتلبية احتياجات أسرته.

بسبب الفقر، لم تتمكن لطيفة من إكمال تعليمها، لكنها لم تستسلم. علمت نفسها من خلال قراءة المجلات القديمة المكتوبة باللغة الإنجليزية حتى أصبحت قادرة على قراءة وكتابة الإنجليزية بطلاقة.

منذ طفولتها، كانت لطيفة تحلم بأن تصبح فنانة مشهورة، لكنها أدركت أن تحقيق هذا الحلم سيكون صعباً طالما بقيت في قريتها بدمياط.

فيقرر لطيفة السفر إلى القاهرة، حيث عاشت مع خالها الفقير الذي كان يعيل عشرة أطفال. وبمجرد وصولها إليهم، شعرت لطيفة بالمعاناة التي يعيشونها، تمامًا كما كانت حال والدها الفقير.

فبدلاً من أن تكون عبئًا على الأسرة، قررت لطيفة أن تقدم يد العون والمساعدة. قامت بمساعدة زوجة خالها في تربية الأطفال، سعيًا منها لتخفيف العبء عن عاتق الأسرة وتوفير الظروف الملائمة لنمو وتطور الأطفال.

بداية لطيفة نظمي الفنية

لم يكن لطيفة مجرد قارئة مجلات يومية، بل كانت حساسة للفرص التي تعبر عنها الإعلانات. فقد عناوين النجومية في مجلة فنية إعلانًا يبحث عن مواهب جديدة لمسرحية الفنان عزيز عيد.

وبفضل اهتمامها بالفن وحسها الفني الراقي، قررت لطيفة المشاركة في المسابقة. ومن خلال مهارتها وابتكارها، نجحت لطيفة في اجتياز الاختبارات والفوز بالمسابقة، حيث وقع اختيار عزيز عيد عليها للمشاركة في مسرحيته الجديدة.

لطيفة لم تكتفِ بمشاركتها في مسرحية واحدة فحسب، بل كانت لها مشاركات متعددة في العديد من الأعمال المسرحية، وكانت هذه الخبرات الناجحة هي ما جعلت الفنان الكبير يوسف وهبي يلاحظها.

بعد أن شاهدها في إحدى العروض، لم يتمالك إعجابه بموهبتها ومهارتها التمثيلية، فقرر أن يدعوها للانضمام إلى فريقه التمثيلي.

مشوار لطيفة نظمي الفني

بعد الانضمام إلى فريق الفنان الكبير يوسف وهبي، ازدادت شهرة لطيفة وتألقت في عالم الفن بمشاركتها في مسرحيات وأفلام عديدة بجانبه. وكونها جزءًا من إنتاجاته المتنوعة، أسهم ذلك في زيادة أجرها وتعزيز مكانتها في الصناعة الفنية.

لطيفة اتخذت قرارًا مهمًا بعد نجاحها في عالم الفن، حيث قامت بشراء منزل خاص بها في عمارة وسط القاهرة. وبما أنها تولي أهمية كبيرة لأسرتها، فقد قامت بتقسيم جزء من أجرها على ثلاثة أقساط، حيث كان القسم الأول لخالها، والثاني لوالديها في دمياط، والقسم الأخير لنفسها.

صدفة غريبة للطيفة نظمي

لطيفة شعرت بأن الحظ قد ابتسم لها وأن السعادة قد عانقتها بقوة، فقد كانت لا تعلم بعد النجاح الذي ينتظرها في مستقبلها المجهول.

استحوذت هذه الشعورات على قلبها وعقلها بينما كانت تتوجه لاستقرار في شقتها الجديدة التي اشترتها بجهد وتحقيق أحلامها.

لم تكن تدرك بعد الرحلة التي تنتظرها في ذلك المكان، ولكنها كانت مستعدة لاستقبالها بكل شغف وتفاؤل، على يقين بأن المستقبل يحمل لها الكثير من المفاجآت الإيجابية.

أثناء عودتها من العمل في يوم من الأيام، تلاحقت لطيفة بلحظة مصيرية حين التقت بجار جديد يحاول فتح شقته.

بدأت محادثة بسيطة بينهما تتطور بسرعة إلى صداقة وثيقة، حيث انجذبت لطيفة إلى طبيب الجار منذ اللحظة الأولى، وتفاعلت معه بشكل عاطفي. تجسدت بينهما علاقة ودّ مميزة، وتحركت مشاعرهما باتجاه مستقبل مجهول ومثير.

زواج لطيفة نظمي

لطيفة، وبعد تحول الإعجاب بينها وبين الجار الطبيب إلى قصة حب سريعة، قررا الزواج بسرعة فائقة، حتى أنهما لم يستغرقا سوى بضعة أيام قبل أن يتبادلا العهود.

لكن سرعان ما بدأت لطيفة تشعر بالدهشة تجاه سلوك زوجها الغريب، حيث لم يعيش معها في المساء ولا يدخل بيته إلا في النهار، مما أثار لديها الاستغراب.

في بادئ الأمر، لم تُولِ أهمية كبيرة لهذه العادة الغريبة، نظرًا لانشغالها المتواصل في العمل في مجالي التصوير والمسرح. وعندما كانت تقابله بعد عودتها من العمل، كانت تسأله عن سبب تغيبه طوال الليل، وكان يرد عليها بأنه مشغول في عمله.

لكن في يوم من الأيام، اختفى زوجها عنها لمدة أسبوعين متواصلين دون أن يعود إلى بيته على الإطلاق، مما جعل لطيفة تبدأ في الشك والقلق حول مصيره وعن ما إذا كان يخفي عنها شيئًا ما.

اختفاء زوج لطيفة نظمي

بعد أن قررت لطيفة الخروج للبحث عن زوجها، واجهت تحديًا كبيرًا حيث لم تكن تعرف عنوان عمله. لذا، قررت الاتجاه إلى المستشفيات والبحث عنه هناك، ولكنها وجدت نفسها في مواجهة عقبة أخرى عندما لم تجد اسمه في أي من السجلات الطبية، ولا حتى أحد الأطباء كان يعرفه.

وعندما عادت إلى المنزل، قررت لطيفة استكشاف مكتب زوجها الذي كان دائمًا مغلقًا ولا يسمح لها بالدخول، وكان يزعم أن به أوراق ومستندات هامة.

وبعد البحث الدقيق، اكتشفت أن درج المكتب مغلق بإحكام، فقررت أن تكسره في محاولة للكشف عن الحقيقة وراء اختفاء زوجها.

عندما فتحت لطيفة درج المكتب، واجهت مفاجأة غير متوقعة. وجدت أوراقًا كثيرة مليئة بكتابات بطريقة غريبة تشبه التعاويذ السحرية. ولم تتمكن من فهم معنى هذه الكتابات على الفور.

لطيفة تبحث عن زوجها الغامض!

عندما قررت لطيفة البحث عن زوجها الغامض واستكشاف عناوين السيدات المدونة في القائمة، واجهت مفاجأة صادمة. فكلما وصلت إلى عنوان محدد، وجدت السيدة المعنية ميتة مقتولة!

هذا الاكتشاف يثير حالة كبيرة من الفزع لدى لطيفة، حيث تتساءل باستمرار عن هويتها الحقيقية وعن الشخص الذي عاشت معه.

لطيفة نظمي تكتشف أن زوجها جن

عندما شاركت لطيفة حكايتها مع إحدى صديقاتها المقربات، نصحتها الصديقة بالتوجه إلى أحد الشيوخ المعالجين بالقرآن لمعرفة سر الورق الغامض الذي وجدته في درج مكتب زوجها.

عندما وصلت لطيفة إلى منزل الشيخ، كانت مفاجأتها كبيرة للغاية. فلم تكن تتوقع الرد الغريب والمفاجئ الذي وجدته من الشيخ.

بدلاً من الإجابة ببساطة على استفسارها، أكد الشيخ أن الورق يحتوي على طلاسم سحر أسود وتعاويذ خطيرة للغاية، مشيرًا إلى أن تلك الرسومات تنتمي إلى عالم الجن، وأن من كتبها هو جن قوي.

حذر الشيخ لطيفة بشدة من التعامل مع هذا الجن، مؤكدًا أنه سيؤذيها ولن يتركها إلا بعد أن يقتلها.

الشيخ كشف للطيفة أن زوجها هو جن ينتمي إلى العالم الخفي، وأنه يخاف من حاجتين محددتين، وهما الليل وصوت الآذان. وأكدت لطيفة صدق كلام الشيخ، حيث لاحظت بنفسها أن زوجها كان يختفي في الليل ولا يظهر سوى في النهار.

عندما كشفت لطيفة للشيخ أن الجن المذكور هو زوجها، وأنهما تزوجا منذ فترة قصيرة، فاستنجدت بالشيخ بحثًا عن النصيحة والمساعدة.

ولكن بدلاً من أن يقدم الشيخ الدعم والمساعدة، فطلب منها أن تنقذ نفسها من الهلاك. أوضح الشيخ لطيفة خطورة الوضع وضرورة أخذ الإجراءات اللازمة لحماية نفسها.

لطيفة نظمي تحتمي بالفنان يوسف وهبي

عندما قصت لطيفة نظمي روايتها للفنان يوسف وهبي، نصحها بالذهاب للشرطة لطلب الحماية والمساعدة.

ولكن كانت المفاجأة الكبيرة عندما اكتشفوا أن الشرطة كانت تبحث عن سراب، وبالتالي لن تكون قادرة على تقديم المساعدة لطيفة في مواجهة التهديد الذي تواجهه من زوجها الجنّ.

ظهور زوج لطيفة نظمي

ومن هنا قررت لطيفة اللجوء إلى القرآن الكريم كوسيلة لحماية نفسها، فقامت بشراء اسطوانات تحتوي على تلاوات القرآن الكريم وكانت تشغلها بلا انقطاع، ليلًا ونهارًا، في محاولة للحفاظ على نفسها وطرد الشر والسحر الذي يهدد حياتها. وظلت منتظرة مصيرها، متحملة بصبر واصرار على مواجهة الظروف الصعبة.

وبعد مرور شهر، ظهر زوجها من جديد. وعندما عاد، طلب منها إغلاق صوت القرآن، ولكن عندما دخل إلى غرفته، اكتشف أنها كشفته ولم يجد الأوراق التي كانت بدرج مكتبه، فانهال عليها بالغضب وحاول مهاجمتها لكي يقتلها. ولكن في لحظة اليأس، أدارت لطيفة اسطوانة الآذان، وفاجأت بشيء غريب جدًا.

عندما استغلت لطيفة الموقف لصالحها وضربت زوجها على رأسه، سقط مغشياً عليه في المكان. فاستغلت الفرصة للهرب وتوجهت بسرعة إلى يوسف وهبي.

وعندما وصل يوسف وهبي، قرر الفنان الشجاع التصرف فورًا واستدعى الشرطة. حضرت الشرطة على الفور وقامت بالقبض على الزوج الغامض. بدأت التحقيقات المتتالية لكشف حقيقة المواجهة المروعة التي تعرضت لها لطيفة، وكشف الستار عن أسرار زوجها وهويته الحقيقية.

سر زوج لطيفة نظمي الغامض

بعد انتهاء التحقيقات، كشفت الحقيقة المروعة وراء زوج لطيفة. تبين أنه مريض نفسي وقاتل متسلسل، قام بقتل العديد من السيدات وهرب من مستشفى الأمراض النفسية.

الكارثة تزداد، حيث كانت لطيفة حاملًا في شهورها الأولى خلال هذه التجربة المروعة. حاولت بكل جهدها التخلص من الجنين، ولكن لم تستطع. وعندما وضعته، اكتشفت بأنه مشوه. هذا الاكتشاف يضع لطيفة أمام صدمة جديدة وألم لا يوصف.

ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، حيث توفي الجنين بعد ساعات من ولادته.

اكتئاب لطيفة نظمي ووفاتها

الأحداث المروعة والصدمات المتتالية التي تعرضت لها لطيفة لم تكن لها نهاية، حيث ذهبت مرة أخرى للشيخ المعالج الذي أكد لها أن طفلها هو جن. هذا الاكتشاف الصادم أدى إلى تفاقم حالتها النفسية، وغمرتها حالة من الاكتئاب الحاد.

لم تستطع لطيفة التعامل مع هذه الصدمة الجديدة، فدخلت مستشفى الأمراض النفسية لتلقي العلاج والدعم النفسي. ومع مرور الوقت، زادت حالتها سوءًا، وأصبحت تعيش في حالة من الاكتئاب الشديد، مما أثر على حياتها وأخذ يبتلع عز شبابها وسط هذه التجارب القاسية في الأربعينات من عمرها.

يوسف وهبي كتب هذه الحكاية المأساوية في مذكراته سنة 1973، معبرًا عن حزنه وصدمته إزاء ما حدث للطيفة نظمي. أكد في مذكراته أنها كانت تنتظر مستقبلًا مبهرًا في عالم الفن، ولكنها تعرضت لصدمة هائلة بسبب زوجها القاتل المتسلسل الذي استطاع تدمير حياتها بشكل كامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى