ناشط إسرائيلي: نتنياهو يصعّد في غزة للهروب من أزماته الداخلية

قال الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، عوفر نيمان، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه أزمة داخلية معقدة بسبب تزايد قضايا الفساد ضده وتنامي المعارضة السياسية، مما يدفعه إلى تصعيد العنف في غزة لكسب التأييد السياسي.
وفي حديثه لوكالة “الأناضول”، أشار نيمان إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية وما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” يهدف بالأساس إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
نتنياهو في مأزق داخلي
وأضاف نيمان أن نتنياهو يواجه تحديات داخلية حادة، بما في ذلك محاولاته لإقصاء المسؤولين الذين لا يتماشون مع سياساته، فضلاً عن محاولته الهروب من المحاسبة على جرائم الحرب التي تلاحقه أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي هذا السياق، قررت حكومة نتنياهو إنهاء مهام رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، بحلول 10 أبريل/ نيسان المقبل، في أحدث خطوة لإبعاد مسؤولين كبار.
وأشار نيمان إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار السابق شكّل فشلاً سياسياً لنتنياهو، حيث كان يتوجب عليه بموجبه وقف القتال والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو ما دفعه إلى تصعيد العمليات العسكرية لإفشال الاتفاق وخلق واقع جديد يخدم أجندته السياسية.
استئناف الحرب وخروقات إسرائيلية
استأنفت إسرائيل هجومها على غزة فجر الثلاثاء، متجاهلة اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر 58 يوماً بوساطة قطرية ومصرية، مما أعاد الأوضاع إلى نقطة الصفر. وبالتزامن مع ذلك، صعّدت تل أبيب من عملياتها البرية، في ظل تهديدات مسؤولين إسرائيليين بأن الجولة الجديدة من الهجمات ستكون أشد عنفاً.
وبحسب نيمان، فإن إسرائيل مسؤولة عن مقتل العديد من أسراها في غزة جراء القصف العشوائي المستمر منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. كما أشار إلى أن جزءاً كبيراً من المجتمع الإسرائيلي غير مهتم بمصير هؤلاء الأسرى.
تهجير الفلسطينيين.. الهدف الأساسي
وأوضح نيمان أن المخطط الإسرائيلي الحقيقي هو تهجير الفلسطينيين من غزة، مع محاولات لدفعهم إلى دول مثل السودان أو الصومال. وأضاف أن هذا المخطط يحظى بدعم من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي منح نتنياهو “الضوء الأخضر” لمواصلة عملياته العسكرية.
ورغم الضغوط الدولية، تواصل إسرائيل هجماتها، ما أسفر عن مقتل 591 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1000 آخرين منذ استئناف العمليات العسكرية الثلاثاء الماضي، وفق أرقام “حكومة غزة”.
وأشار نيمان إلى أن استمرار هذه السياسات دون تدخل دولي سيؤدي إلى تصعيد خطير قد يمتد إلى مناطق أخرى، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” بحق الفلسطينيين.