نتنياهو يتراجع عن حضور استقبال جثامين الأسرى.. وخلافات داخلية حول نشر الأسماء

كشفت القناة 12 العبرية، يوم الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تراجع في اللحظة الأخيرة عن حضور مراسم استقبال جثامين أربعة أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة لصفقة التبادل مع “حماس”.
وأوضحت القناة أن نتنياهو كان يدرس إمكانية المشاركة في الاستقبال على الجانب الإسرائيلي، حيث طُلب من المسؤولين الميدانيين الاستعداد لوصوله.
ومع ذلك، تقرر في اللحظات الأخيرة إلغاء حضوره، وسط ترجيحات بأن القرار جاء بعد احتجاج عائلات الأسرى على نشر أسمائهم قبل التأكد من هوياتهم، وانتقادها لمكتب رئيس الوزراء الذي أعلن الأسماء قبل إتمام إجراءات التعرف الرسمي عليها.
وأشارت القناة أيضًا إلى أن مستوطني “نير عوز” طلبوا من نتنياهو زيارة مستوطنتهم قبل نحو عشرة أشهر، لكنه لم يستجب حتى الآن، رغم مرور 505 أيام على الحرب.
وتزامن ذلك مع تسليم كتائب القسام جثامين الأسرى الأربعة إلى الصليب الأحمر الدولي في منطقة بني سهيلا جنوب قطاع غزة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وتشمل الجثامين ثلاثة أفراد من عائلة بيباس، إلى جانب الأسير عوديد ليفشتس.
وأكدت “حماس” في بيان أن الجيش الإسرائيلي يتحمل مسؤولية مقتل الأسرى، مشيرة إلى أن المقاومة تعاملت معهم بإنسانية، لكنهم فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي على أماكن احتجازهم.
وفي السياق ذاته، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي سيقيم مراسم عسكرية داخل قطاع غزة قبل نقل الجثامين إلى معهد الطب الشرعي في “أبو كبير” بتل أبيب للتحقق من هوياتهم وأسباب الوفاة، وهي عملية قد تستغرق 48 ساعة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن التحقيقات ستسعى لتحديد سبب الوفاة، وسط احتمالات بأن تدّعي “حماس” أنهم قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، تصاعدت الانتقادات داخل إسرائيل بعد نشر أسماء الضحايا قبل التأكد منها، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الخطأ، وقدم اعتذارًا للعائلات، مؤكدًا أن الحادثة قيد التحقيق.
وبحسب البيانات المعلنة، فإن إجمالي الجثامين التي سلمتها “حماس” بلغ 8، لتكون قد أكملت بذلك تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل، والتي تضمنت الإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًا، منهم 25 على قيد الحياة.
في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم عشرات من المحكومين بالمؤبد، ومن المتوقع أن تطلق سراح 602 أسير إضافي خلال الأسبوعين المقبلين، ليصل العدد الإجمالي للمفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى إلى 1737 أسيرًا.
يُذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي بدأت في 19 يناير، تمتد على مدار 42 يومًا، مع إلزام الطرفين بالتفاوض على المرحلة التالية قبل إنهاء المرحلة الحالية.
ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير الجاري.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 19 يناير 2025، ارتكبت إسرائيل، بدعم أمريكي، جرائم إبادة في غزة، أسفرت عن سقوط أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، فضلًا عن دمار واسع النطاق.