عربي ودولى

ندوة بالصحفيين تناقش تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية ومستقبلها

عبد القادر ياسين بريطانيا زرعت الكيان الصهيوني لمنع  إقامة دولة عربية قوية

ندوة بالصحفيين تناقش تاريخ الحركة الوطنية و الفلسطينية و مستقبلها
ندوة بالصحفيين تناقش تاريخ الحركة الوطنية و الفلسطينية و مستقبلها

سعيدة حسن

أكد المؤرخ والمفكرالفلسطيني؛عبدالقادرياسين؛ فكرة رغبة بريطانيا زرع جسم غريب يحول دون قيام دولة عربية قوية؛ من خلال زرع كيان صهيوني داخل الدول العربية ؛ وذلك في إطار حديثه عن تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية والمقاومة؛ خلال ندوة عقدت بنقابة الصحفيين ؛ الأحد 15 أكتوبر؛ وذلك في أعقاب عملية طوفان الأقصي ومستقبل المقاومة بعدها .

تتضمنت الندوة مناقشة كتاب المؤرخ والكاتب الفلسطيني “عبد القادر ياسين” الصادر مؤخرا بعنوان ” الحركة الوطنية الفلسطينبة في القرن العشرين”؛ فضلا عن راهن ومستقبل الحركةعلي ضوءالتطورات الأخيرة؛ وشارك في الندوة  الباحث” صلاح عبد الرؤوف “؛ المتخصص في قضايا فلسطين؛ و”حسام محمود”؛ ممثلا عن حركة مقاطعة إسرائيل؛ والكاتب والباحث” كارم يحيي” المتخصص في القضية الفلسطينية ؛ وأدارها الصحفي والباحث هشام فؤاد.

رغبة بريطانية لزرع كيان صهيوني 

سرد المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين الأحداث كما ذكرها في كتابه قائلا؛ حين جاء محمد علي الكبير؛ وحكم مصرعام  1805؛ رمي ببصره إلي خارج مصر وكانت حملة إبراهيم باشا علي سوريا “سوريا ، لبنان وفلسطين حتي الأردن”.

وأوضح المؤرخ الفلسطيني ؛ منذ عام 1832حتي1840 تضافرت كل الدول الإستعمارية؛ وأخذت قوات إبراهيم باشا من هناك و رجعت إلي مصر 1840؛

وفي ذلك العام أراد وزير خارجية بريطانيا أن يزرع جسم غريب يحول دون إقامة دولة عربية قوية تكررتجربة محمد علي وكانت فكرة قيام “إسرائيل “.

الأمرالذي تأزم إلي أن وصلت الرأسمالية الغربية إلي مرحلة الإمبريالية العالمية في أول الثلث الأخير من القرن 19؛

وهذا ترتب عليه ضغوط كبيرة علي الفئات الوسطي في البلد الاستعماري؛ وكان من ضمن الفئات المتوسطة “اليهود”،

التي بدورها طفقت لتبحث عن حل سريع لأزمتها؛ ووجدته في ملاذ سياسي وإقتصادي وكانت “الحركة الصهيونية”.

وأضاف المؤرخ الفلسطيني: في المؤتمر الخامس لهذه الحركة الصهيونية 1903 لم تجد بريطانيا صعوبة أن يتبني المؤتمر فلسطين لهذا الملاذ؛ بعد أن كانوا حائرين بين عدة دول وهي ” أوغندا – سيناء – قبرص -الأرجنتين”؛ ومن هنا بدأ المشكلة والخطة  .

دور الحروب العالمية في الصراع والمقاومة 

وسردياسين قائلا؛ باندلاع الحرب العالمية ؛ ووقوف تركيا مع ألمانيا ضد بريطانيا و فرنسا ؛ بدأت الخطة في التنفيذ من الورق إلي أرض الواقع؛ فمع اندلاع الحرب سقطت فلسطين في الإحتلال البريطاني في خريف 1919؛

وبدأ الصراع العربي والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال؛عصبة الأمم أقرت انتداب بريطانيا علي مصر 1922؛

وبدأت الحركة الوطنية الفلسطينية في فلسطين؛ وكانت الطبقة المسيطرة هي كبار الملاك وهي التي سادت إقتصاديا وسياسيا؛

وبالتالي احتكروا قيادة الحركة الوطنية علي مدي المرحلة الأولي منها؛ والتي امتدت من  1918حتي1922.

وأضاف المؤرخ الفلسطيني؛ جاءت ملامح المرحلة الأولي للحركة الوطنية كالتالي؛

كان عداء كبار الملاك لليهود كدين وليس كحركة صهيونية استعمارية احتلالية؛ وكبار الملاك احتكروا الإحتلال البريطاني في هذا العداء؛

اعتمدت الحركة الوطنية أساليب كفاح متواضعة لا تتعدي تقديم المذكرة، والوفد،

وعقد المؤتمر؛ مرة للمندوب السامي في فلسطين؛ ومرارا للحكومة البريطانية في لندن؛

 بالتالي نامت الحركة الوطنية و لم يوقظها أو يحركها سوي “الجراد والطاعون “؛

الذي داهم  فلسطين عام 1928؛ وبعدهم الأزمة الإقتصادية العالمية مبكرة إلي فلسطين؛ فاندلعت “هبه البراق”؛ في صيف 1929؛

وهي حركة تلقائية لم يسبقها تحضير وليس لديها برنامج ولا توجد قوي تحركها.

البرجوزاية و المرحلة الثانية للحركة الوطنية

واشارالمؤرخ الفلسطيني؛ بعد أسبوعين توقفت هذه” الهبه”؛

وفي عام 1930 بدأت المرحلة الثانية للحركة الوطنية الفسطينية وامتدت لعام 1939؛

التي قادتها البرجوازية ومعهم بالطبع كبار الملاك؛

لكن البرجوازية كانت أثقل في برنامجها الصدامي واستقوائها بحركتين هما؛الحركة العمالية، والفلاحين.

وأوضح المؤرخ الفلسطيني؛ البرجوازية هنا قادت انتفاضة أكتوبر 1933؛

وكانت صدامات دامية؛ أدت إلي دخول أبنائهم في المعتقلات؛ ففكروا في أساليب كفاح آخري؛ لكن في هذا الوقت كان هناك شيخ آتي من سوريا؛

مفلتا من حكم بالإعدم من ضباط فرنسا؛ هوالشيخ “عزالدين القسام”؛ الذي لجأ إلي تنظيم سري أقامه من بداية العشرينات في فلسطين؛

ولكنه رفض إشعال الثورة أثناء هبه البراق”؛ لأن الظروف لم تكن قد نضجت بعد.

وسرد ياسين ؛ لكن في 12 نوفمبرعام 1935 ضبط صندوق بضائع للحركة الصهونية في ميناء “يافا”؛ اكتشف أنه محملا بأسلحة؛ وليس بضائع؛

مما تسبب في إضراب عمال “يافا” ؛احتجاجاعلي ذلك؛

فالتقت اللحظة الثورية بالشيخ القسام وأخذ رفاقه وطلهوا إلي “أحراش يعبد”؛حتي يصنع البؤرة الثورية، و طلب من رفاقه عدم إطلاق النارحتي تكتمل البؤرة؛

ولكن استفزأحدهم وجود شرطي صهيوني؛ فأطلق عليه النار؛ فكشف موقع البؤرة قبل أن تكتمل؛ فهجم عليهم الإنجليز بالطائرات؛

وقتلوا القسام ومعظم رفاقه؛

أما من استطاعوا من تبقي من الرفاق فقد اقاموا في 15 أبريل كمينا لقافلة صهيونية قرب “طولكرم “؛

قتلوا وجرحوا من فيها؛ فرد الصهاينة و قتلوا بعض أهالي مدينة “يافا”؛

فأضربت مدينة “يافا” في20 أبريل 1936؛ بعدها اجتمعت الأحزاب متأخرة عن الجماهيرخمسة أيام و شكلت في 25 أبريل جبهة باسم “اللجنة العربية العليا” و

نصبت” أمين الحسيني؛ رئيسا لها؛ فشكلت”الإضراب”؛ الذي استمر لمدة ستة أشهر –

الذي يعد أطول إضراب سياسي في تاريخ العالم- لكن الدول العربية وجهوا نداء للجماهير الفلسطينية بوقف هذه الثورة؛ وللأسف كتب بيان النداء الأميرعبدالله ابن الحسين؛

والذي لم يعجب المندوب السامي فكتبه بنفسه، وبعده تدخل الملك عبد العزيز

واستبدل كلمة صديقتنا بريطانيا بدلا من حليفتنا في البيان؛ هذا كل ما فعلوه.

وأضاف المؤرخ الفلسطيني؛توقف الإضراب وبعثوا لجنة تحقيق سميت بلجنة “بيل” في السابع من يوليوعام  1937؛

والتي قضت بتقسيم فلسطين بين العرب واليهودوالإنجليز؛ مماأدي إلي تجدد ثورة مسلحة استمرت حتي 1939.

وأوضح المؤرخ الفلسطيني في سبتمبر 1939؛ اندلعت الحرب العالمية الثانية واستمرت حتي 1945 ؛

وهذه الفترة نامت فيها الحركة الوطنية حيث قمع الإنجليزالثورة ونفوا قادتها إلي جزيرة “سيشيل” علي طريقة سعد زغلول .

بعد الحرب عاد القادة من المنفي؛ وتكونت الجبهة العربية العليا؛ حيث تجمعت الأحزاب؛ وتحالفت مع اليسار؛

وهما عصبة التحرر الوطني الماركسية؛ مؤتمر العمال العربي، رابطة المثقفين العرب؛ عدا حزب العربي

الذي الحسيني”وكان حية لدغت الجامعة العربية التي كان يترأسها أنذاك عبد الرحمن عزام وبعثوا جميل مردم بك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى