مقالات

نسمه مجدى تكتب: تسول المرأة على تيك توك.. تعاطف أم استغلال؟

نسمه مجدى تكتب: تسول المرأة على تيك توك: تعاطف أم استغلال؟"
نسمه مجدى

بقلم: نسمة مجدي

شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لتطبيق “تيك توك” في مصر، ليصبح واحدًا من أكثر التطبيقات استخدامًا بين مختلف الفئات العمرية. ورغم الفرص التي يتيحها للإبداع والتواصل، إلا أن الاستخدام المفرط وغير السليم له بات يشكل خطرًا كبيرًا على النسيج الاجتماعي، خاصة في ظل تصاعد بعض الظواهر السلبية المرتبطة باستخدام النساء له.

التأثير السلبي على القيم والأخلاق

ساهم “تيك توك” في نشر محتوى يتسم أحيانًا بالتفاهة أو الإسفاف، مما أثر على القيم الاجتماعية. ومن أبرز هذه الظواهر:

الاستعراض المبالغ فيه: تلجأ بعض النساء إلى استعراض حياتهن أو أجسادهن لتحقيق شهرة سريعة، مما يساهم في ترويج صورة سطحية عن المرأة ودورها في المجتمع.

تشويه صورة المرأة المصرية: بدلاً من أن يعكس التطبيق قصص نجاح حقيقية، أصبح يُستخدم لتصدير صورة سلبية عن النساء المصريات عبر محتويات لا تخدم سوى الغرائز.

 التسول الإلكتروني

ظهر مصطلح جديد في السنوات الأخيرة، وهو “التسول الإلكتروني“، حيث تلجأ بعض النساء إلى استجداء الأموال من المتابعين بطرق غير مباشرة، مثل:

تقديم محتوى مثير للجدل بغرض جمع الهدايا الافتراضية، التي يتم تحويلها إلى أرباح مالية.

استغلال الأزمات الشخصية أو الاجتماعية لتحقيق مكاسب مادية عبر طلب الدعم من المتابعين.

هذا النوع من النشاط لا يتسبب فقط في تدمير صورة المرأة، ولكنه أيضًا يُشجع على الكسل والاعتماد على الآخرين بدلًا من العمل الجاد.

 استخدام تيك توك كمصدر رزق غير شرعي

تزايدت حالات استغلال التطبيق كمصدر دخل غير قانوني، ومن أبرز أشكال هذا الاستغلال:

1. نشر محتوى غير لائق: تقديم فيديوهات تتضمن إيحاءات جنسية أو كلمات خارجة بهدف جذب المشاهدات.

2. الترويج لأنشطة مشبوهة: مثل تسويق المنتجات مجهولة المصدر أو الترويج لأعمال غير قانونية.

 التأثير النفسي والاجتماعي

الإدمان الرقمي: قضاء ساعات طويلة على التطبيق أدى إلى عزلة اجتماعية وتأثير سلبي على العلاقات الشخصية.

ضغط المظهر: تسعى العديد من النساء إلى تقليد الصور المثالية التي يشاهدنها، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية مثل الاكتئاب أو ضعف الثقة بالنفس.

مسؤولية المجتمع والحكومة

لمواجهة هذه الظواهر السلبية، يجب على المجتمع والحكومة اتخاذ خطوات حاسمة:

تفعيل قوانين الجرائم الإلكترونية: لضبط المحتويات المخالفة ومعاقبة المخالفين.

تعزيز التوعية: من خلال حملات إعلامية تسلط الضوء على أخلاقيات الاستخدام السليم للتكنولوجيا.

تشجيع المحتوى الإيجابي: دعم صناع المحتوى الذين يقدمون مواد تعليمية وثقافية هادفة.

لا شك أن “تيك توك” أداة قوية يمكن استخدامها بشكل إيجابي أو سلبي. وعلى الرغم من المخاطر التي تواجه المجتمع المصري جراء إساءة استخدامه، إلا أن الحل يكمن في التوعية والتوجيه، مع تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية لضمان استغلال التكنولوجيا بما يخدم التنمية ويحد من الظواهر السلبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى