رحلة في التاريخسلايدر

«نيرون هو اللي حرق روما» حكاية حريق روما الكبير وتأثيراته المترددة

 

حريق روما الكبير
حريق روما الكبير

في صيف سنة 64 ميلادية، شهدت روما واحدة من أكبر الكوارث في تاريخها، حيث اندلع حريق هائل دمر أجزاء كبيرة من المدينة القديمة. يعد هذا الحدث من أبرز الأحداث التي وقعت في عهد الإمبراطور نيرون، وترك أثراً عميقاً في تاريخ المدينة وسياسات إعادة بنائها.

الاندلاع والانتشار السريع

وفقاً لتقارير تاسيتس، بدأ الحريق في المحال التي كانت تخزن البضائع القابلة للاشتعال بالقرب من المدرجات وتوسع بسرعة نتيجة للرياح القوية التي كانت تهب في تلك الليلة العاصفة. استمرت النيران مشتعلة لمدة خمسة أيام ونصف، دمرت ثلثي المدينة الأبية وألحقت أضراراً جسيمة بسبعة أحياء أخرى.

استجابة نيرون وإعادة بناء المدينة

على الرغم من الشائعات التي تناولت دور نيرون في اشتعال الحريق، إلا أن تاسيتس يصف استجابة الإمبراطور بأنها فعلية وفورية. عندما علم بالحادث، عاد نيرون إلى روما وبدأ في تنظيم جهود الإغاثة، حيث استخدم أمواله الخاصة لدعم الناجين وفتح قصوره لإيوائهم وتوفير الطعام والمأوى.

تأثيرات الحريق وإعادة تنظيم المدينة

دمر الحريق معالم أثرية هامة مثل معبد جوبيتر ستاتور وقصر نيرون، ولكنه أيضاً فتح الباب أمام إعادة بناء المدينة بشكل جديد. أعاد نيرون تصميم هيكل المدينة بتخطيط أكثر تنظيماً وأماناً، حيث بُنيت المنازل من جديد باستخدام مواد بناء أكثر متانة وسُميت الشوارع بطرق جديدة واسعة.

البيت الذهبي وتسبباته

أثناء إعادة بناء المدينة، بنى نيرون قصره الشهير “دوموس أوريا” أو “البيت الذهبي”، الذي كان يغطي مساحة هائلة تجاوزت 1.2 كيلومتر مربع. كان هذا القصر الجديد رمزاً لفخامة حكمه وعزمه على تغيير شكل المدينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى