تحقيقات وحوارات

هل تتحول الجيوش النظامية مستقبلاً إلى روبوتات مُسلحة ؟!

هل تتحول الجيوش النظامية مستقبلاً إلى روبوتات مُسلحة ؟!
هل تتحول الجيوش النظامية مستقبلاً إلى روبوتات مُسلحة ؟!

كتب : أدهم عثمان

مع التطورات التكنولوجية السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يثار تساؤل حول إمكانية تحول الجيوش إلى قوات مؤتمتة بشكل كامل. بينما تتسابق الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين في تطوير تقنيات عسكرية متقدمة تعتمد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي، لا تزال هناك تحديات كبيرة ومخاوف بشأن هذا التحول.

الجيش الأمريكي، على سبيل المثال، يجري تجارب مكثفة على دمج الروبوتات مع الجنود في تشكيلات قتالية مختلطة. خلال تمرين “مشروع التقارب” (Project Convergence) الأخير، تم استخدام مجموعة متنوعة من الروبوتات والطائرات بدون طيار لتقديم دعم ميداني للجنود.

والهدف هنا هو استخدام هذه التكنولوجيا لتخفيف المخاطر على الجنود وتقديم معلومات إضافية لاتخاذ قرارات أفضل وأسرع في ساحات المعارك

جدير بالذكر أن التحديات التقنية ليست الوحيدة التي تواجه هذه التحولات؛ فهناك أيضًا قضايا تتعلق بالتنظيم والأخلاقيات. بينما يمكن للروبوتات القيام بمهام “مملة أو خطرة” قد تعرض حياة الجنود للخطر، هناك إجماع على ضرورة الحفاظ على القرار الأخلاقي بيد البشر. يُشير المسؤولون العسكريون إلى أن القرارات الحاسمة في القتال، خاصة تلك التي تتضمن أخلاقيات الحرب، لا يمكن تفويضها بالكامل إلى الروبوتات.

من ناحية أخرى، تسعى الصين أيضًا إلى تطوير أنظمة قتالية مؤتمتة، حيث يشكل التفوق في هذا المجال جزءًا من استراتيجيتها العسكرية، تلك تقنيات مثل الغواصات الذاتية القيادة والطائرات بدون طيار الذكية تجسد جهودها في هذا المجال.

ومع ذلك، يثير هذا السباق تكنولوجي مخاوف حول استقرار التوازن العسكري العالمي، حيث يمكن لتلك الأنظمة أن تغير طريقة إدارة الحروب بشكل جذري يخرج عن إدارة وسيطرة البشر.

في النهاية، بينما يبرز دور الروبوتات والذكاء الاصطناعي في الجيوش المستقبلية، يبقى التكامل بين الإنسان والآلة هو النموذج الأكثر واقعية في المستقبل القريب.

يتطلب هذا التكامل تطوير تقنيات موثوقة وآمنة، وضمان بقاء القرارات الأخلاقية تحت سيطرة البشر، ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغي على الحكومات والمؤسسات العسكرية التعاون لتطوير أطر تنظيمية وأخلاقية تعالج التحديات المرتبطة بهذه التقنيات الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى