وكيل الأزهر: لابد من تحصين المجتمع من الفتاوى المغلوطة
هالة يوسف
أهدى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، تحيات الإمام الأكبر، مشيرًا إلى تمنياته للمشاركين في الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية بالخروج بتوصيات جادة تساهم في حماية المجتمع من الاستهداف.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للندوة، حيث أكد على أهمية نشر العلم النافع الذي يهدي الأمة ويصونها من الضلال، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية تحرص على تحقيق الأمن والأمان في حياة الأفراد.
وأوضح الضويني أن العالم يمر بأزمات خطيرة تهدد الإنسانية، وأن المنطقة العربية تعرضت لكوارث متتالية نتيجة أفكار منحرفة استغلها المغرضون، ما ساهم في غياب الأمن.
وأكد أن الفوضى في الفتوى قد زادت من تعقيد الأمور، حيث انتشرت فتاوى غير مسؤولة عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تأجيج الأزمات.
وأشار إلى أن العلماء السابقين كانوا أكثر استعدادًا للفتوى، بينما يواجه المجتمع اليوم فوضى في مجال الفتوى، حيث تجد فتاوى متناقضة ومزاحمة من أشخاص غير مؤهلين.
وأكد على أن الحراك العالمي يبحث عن فتاوى تدعمه، ما يضع عبئًا كبيرًا على العلماء المعتبرين المتخصصين في الشريعة.
وتحدث عن أهمية الفتوى الرصينة في حفظ أمن المجتمعات، مشيرًا إلى أن حاجة المجتمعات إلى الأمن الفكري لا تقل عن حاجتها للطعام والشراب.
وأكد أن الفتوى يجب أن تستند إلى العلم الصحيح الذي لا يعترف بالتطرف أو التحجُّر، وأن الوصول إلى مجتمع آمن فكريًا يتطلب الحفاظ على الفتوى من التحريف واستخدامها كسلاح في أيدٍ غير أمينة.
وفي ختام كلمته، شدد وكيل الأزهر على أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، وأن الفتاوى المعلَّبة لا تواكب احتياجات المجتمعات المتغيرة، داعيًا إلى وضع معايير وضوابط لتصحيح مسار الإفتاء وتعزيز ثقة الناس في المؤسسات الرسمية.