“مدبولي: مصر تواجه تحديات مائية رغم جهود التعاون مع دول حوض النيل
هالة يوسف
أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، أن مصر تواجه تحديات متزايدة بشأن التعاون حول المياه العابرة للحدود، على الرغم من دورها الرائد في تعزيز التعاون مع دول حوض النيل، وجهودها الكبيرة التي ساهمت في تأسيس مبادرة حوض النيل عام 1999.
وأوضح مدبولي أن مصر استثمرت موارد مالية وتقنية وسياسية كبيرة في المبادرة خلال العقد الأول من عملها. ومع ذلك، قامت بتعليق مشاركتها في الأنشطة الفنية للمبادرة بعد قرار غير توافقي اتخذته بعض الدول بفتح باب التوقيع على مشروع غير مكتمل للاتفاق الإطاري، وهو ما اعتبرته مصر انتهاكًا للقاعدة التأسيسية التي تتطلب توافق الآراء في اتخاذ القرارات.
وأشار إلى أن الاتفاق الإطاري الجديد يتضمن قواعد غير متسقة مع مبادئ القانون الدولي للمياه، مثل غياب آليات التشاور والإخطار المسبق قبل إقامة المشاريع المائية، وعدم ضمان الحفاظ على المصالح الحيوية للدول، أو تقديم حلول عادلة تتماشى مع الاستخدامات الحيوية للمياه.
كما أكد أن غياب الالتزامات الواضحة في حماية البيئة النهرية يُعد تهديدًا خطيرًا للأمن المائي المصري.
ودعا مدبولي الجهات المانحة إلى دعم التعاون المائي بين دول حوض النيل بناءً على مبادئ القانون الدولي، محذرًا من دعم الإجراءات التي قد تؤدي إلى زيادة الانقسام بين الدول.
وحذر من المخاطر المحتملة للتشغيل الأحادي للسدود، موضحًا أن الاعتقاد بأن السدود الكهرومائية لا تشكل ضررًا قد يكون غير دقيق، خاصة في ظل التشغيل غير التعاوني للسد الإثيوبي.
وتوقع أن تؤدي هذه الممارسات إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك فقدان أكثر من مليون شخص لسبل عيشهم وفقدان نحو 15% من الأراضي الزراعية، مما يزيد من التوترات الاجتماعية والاقتصادية ويؤدي إلى النزوح وتفاقم الهجرة غير الشرعية عبر حدود مصر.