عودة بن غفير.. تشعل الحرب لإنقاذ حكومة نتنياهو

يرى محللون إسرائيليون أن تكثيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للعمليات العسكرية في قطاع غزة قد يكون مرتبطًا بمساعيه لإعادة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الائتلاف الحكومي، في محاولة لضمان تمرير الميزانية وتفادي سقوط الحكومة بحلول نهاية مارس الجاري.
ميزانية مهددة وعودة بن غفير
وفقًا للقانون الإسرائيلي، تسقط الحكومة تلقائيًا إذا لم تتم المصادقة على الميزانية العامة قبل نهاية الشهر. لكن نتنياهو يواجه تحديًا في تأمين دعم الأحزاب الدينية، التي تهدد بعدم التصويت لصالح الميزانية ما لم يتم تمرير قانون يعفي المتدينين من الخدمة العسكرية.
وفي ظل هذا الوضع، يرى مراقبون أن استئناف العمليات العسكرية المكثفة في غزة قد يكون جزءًا من صفقة سياسية لعودة بن غفير، الذي قد يساعد في تأمين تمرير الميزانية داخل الحكومة والكنيست.
انتقادات حادة واتهامات بالتخلي عن الأسرى
المحلل بصحيفة هآرتس، أمير يتبون، كتب على منصة إكس: “لدى نتنياهو خيار: عودة الأسرى الإسرائيليين، أو إعادة بن غفير للحكومة لتمرير الميزانية. لقد اختار بن غفير”.
أما النائب العربي في الكنيست أيمن عودة، فاتهم نتنياهو بالتخلي عن الأسرى لصالح استمرار الحرب، بينما اعتبرت المعلقة في هيئة البث الإسرائيلية، تالي مورينو، أن “استعادة بن غفير للحكومة جاءت على حساب الأرواح البشرية”.
من جهته، انتقد الصحفي الإسرائيلي البارز، بن كسبيت، في صحيفة معاريف، خطوة نتنياهو، معتبرًا أن استئناف الحرب يخدم مصالحه السياسية عبر تأجيل محاكمته وإخماد الاحتجاجات ضده، مؤكدًا أن “بن غفير، حتى عندما لم يكن في الحكومة، كانت الحكومة تسير وفق أجندته”.
غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين
عبرت عائلات الأسرى عن “الصدمة والغضب” مما وصفته بتخلي الحكومة عنهم، مؤكدة في بيان: “اختارت الحكومة الحرب على حساب المختطفين”. كما حذرت من أن التصعيد يعرض حياة 59 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في غزة للخطر.
تصعيد مفاجئ وخرق للهدنة
فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة بشكل مفاجئ، مستهدفة المدنيين وقت السحور، ما أسفر عن استشهاد 404 فلسطينيين وإصابة 562 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، التي أكدت وجود العديد من الضحايا تحت الأنقاض.
وتعتبر هذه الهجمات خرقًا كبيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية في يناير/كانون الثاني الماضي.