منوعات

محمد ترك: خطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء: صفقة سياسية مرفوضة وشهادة زور لا نقبلها

خطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء: صفقة سياسية مرفوضة وشهادة زور لا نقبلها
محمد ترك

✍️ بقلم: محمد ترك

تطفو إلى السطح مرة أخرى محاولات تدوير مشروع “الوطن البديل” للفلسطينيين، وهذه المرة عبر بوابة سيناء، تحت غطاء “الإيواء المؤقت” و”الاحتياجات الإنسانية”، لكن ما وراء هذه المصطلحات الناعمة يكمن مشروع تصفية كامل للقضية الفلسطينية، وتحميل مصر الثمن نيابة عن الاحتلال، في خطة قديمة بملامح جديدة.

وبصفتي مواطنًا مصريًا متابعًا لما يدور في المنطقة، أرى أن هذا السيناريو، الذي كُشف عنه الشيخ محمد بن زايد إلى القاهرة حاملًا رسالة أمريكية من دونالد ترامب إلى الرئيس السيسي، ليس إلا محاولة خطيرة لتطويع مصر سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا لخدمة مصالح إسرائيل.

التهديد المبطّن: المعونة مقابل الوطن

الرسالة لم تكن عرضًا سخيًا بل ابتزازًا سياسيًا مكشوفًا، مفاده أن على مصر أن تستقبل مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة داخل أراضيها، مقابل وعود مالية ودعم اقتصادي، وإلا ستُوجّه المعونة الأمريكية إلى إسرائيل بالكامل.

وهنا يطرح السؤال نفسه:
هل أصبحت أرض مصر ومكانتها وسياستها ورقة مساومة؟
هل المطلوب أن تتحمل مصر وزر فشل الاحتلال في إدارة ملف غزة، مقابل “دولارات” وصفقات إعادة إعمار مزيفة؟

الموقف المصري الرسمي: صلابة في وجه الإغراء

الرئاسة المصرية أعلنت رفضًا قاطعًا وصريحًا لأي حديث عن تهجير فلسطينيين إلى أراضيها، وأكدت أن سيناء خط أحمر، لا تصلح أن تكون ساحة لأي حلول سياسية على حساب الشعب الفلسطيني أو الدولة المصرية.

وأنا كمواطن مصري، أجد هذا الموقف مسؤولًا وشجاعًا، ويعبّر عن خط وطني واضح لا يجب التراجع عنه تحت أي ظرف.
فالسيادة لا تُجزّأ، والكرامة الوطنية لا تُقايَض.

التهجير… البداية لتصفية كاملة

يُراد للتهجير أن يظهر كحل إنساني، لكنه في جوهره مخطط سياسي طويل الأمد لتصفية القضية الفلسطينية.

تهجير السكان يعني تفريغ غزة من أهلها.

وتحويل سيناء إلى مستوطنة مؤقتة ثم دائمة.

وإنهاء حق العودة فعليًا.

وتثبيت الاحتلال إلى الأبد على الأراضي الفلسطينية.

وهذا ليس سيناريو محتمل فقط، بل هو خطة قائمة مدعومة بأصوات ومراكز أبحاث داخل إسرائيل والولايات المتحدة، تطرح ذلك صراحة منذ سنوات.

لا للتهجير… لا للخداع السياسي

أقولها بوضوح، وبضمير مواطن حر:

من يقبل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، يشارك في جريمة ضد التاريخ والجغرافيا.

ومن يلتزم الصمت في هذا التوقيت، فهو شاهد زور على فصل جديد من فصول النكبة.

 يجب علينا جميعًا أن يكون لدينا وعي شعبي شامل بالمخطط وأبعاده.

دعم واضح لموقف الدولة المصرية في الرفض، ورفض أي مساومات خارجية.

تفعيل دور الإعلام الوطني في كشف الحقائق، بدلًا من الاكتفاء بالتغطية الرسمية الباردة.

توحيد الصفوف بين الشعوب العربية لمواجهة أخطر مرحلة في تاريخ القضية الفلسطينية.

من سيناء تبدأ الكرامة، لا المساومة.
ومن فلسطين يبدأ النضال، لا النزوح.
المعونة لا تُشترى بالوطن،
والوطن لا يُستبدل بـ”ملجأ مؤقت”.
ونحن، كشعب، لن نقبل أن نكون غطاءً سياسيًا لصفقة مشبوهة مهما كان الثمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى