روسيا ترد على عيون أمريكا الطائرة بقمر مطارد في المدار

المصرية نيوز
في خطوة أثارت اهتمام الأوساط العسكرية والاستخباراتية الغربية، أطلقت روسيا القمر الصناعي كوزموس 2588 إلى مدار منخفض يتطابق تمامًا مع مدار القمر الأمريكي USA 338، المعروف بأنه من طراز KH-11 Keyhole المخصص للتجسس البصري.
هذا التطابق المداري ليس جديدًا؛ إذ سبق لروسيا تنفيذ تحركات مماثلة ضمن برنامج “Nivelir” الذي يستخدم أقمارًا مخصصة لملاحقة نظيرتها الأمريكية دون اشتباك مباشر، لكنها تبقى قريبة بما يكفي للقيام بأي تحرك مفاجئ.
مناورات فضائية ورسائل عسكرية مبطنة
الأقمار الروسية لا تكتفي بالمراقبة، بل تطلق أجسامًا ثانوية تُجري مناورات دقيقة، كتلك التي قام بها القمر كوزموس 2558 مؤخرًا، حيث أطلق جسمًا غامضًا يتقارب بشكل متكرر من القمر الأمريكي USA 326 لمسافة تقل عن 100 كيلومتر.
سجل التاريخ حادثة مماثلة عام 2019 حين أطلق القمر كوزموس 2542 قمرًا فرعيًا أطلق بدوره قذيفة نحو هدف افتراضي، في ما اعتُبر تجربة على سلاح فضائي هجومي.
دوافع استراتيجية وراء التصعيد الروسي
في ظل تراجع عدد عمليات الإطلاق الروسية هذا العام إلى ثمانية فقط، مقارنة بـ101 إطلاق أمريكي، يبدو أن موسكو تسعى لتعويض الفارق النوعي باستعراض قدرات هجومية فضائية محددة الهدف.
ويثير ذلك تساؤلات داخل البنتاغون حول جدوى المجازفة بوضع قمر صناعي مكلف في مدار لا يستهدف سوى قمر واحد، بدلًا من استخدام صواريخ أرضية أكثر مرونة، ما يعكس نية روسية في إرسال رسائل موجهة بدقة إلى واشنطن.
دمى روسية تتدرب في المدار
بعيدًا عن برنامج “Nivelir”، نفذت روسيا أيضًا تجارب أخرى من خلال ثلاثة أقمار صناعية (كوزموس 2581، 2582، 2583) أُطلقت في فبراير الماضي، وتقوم بمناورات متزامنة ومعقدة توحي بتدريبات على تنسيق فضائي محتمل، أو حتى دعم عمليات فضائية مستقبلية، في ما يشبه نظام سلاح مكوّن من عدة وحدات.
عودة عقلية الحرب الباردة
منذ إسقاط طائرة التجسس الأمريكية U-2 في 1960، لم تُخفِ روسيا قلقها من الأنشطة الاستخباراتية الأمريكية، واليوم تعود الأجواء نفسها في شكل صراع مداري صامت.
روسيا تعتبر أقمار التجسس الأمريكية تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وترد برسائل متكررة في المدار، تشير إلى أنها قادرة على الرد وحتى المبادرة إذا تطلب الأمر ذلك.