محمد ترك يكتب: العمل الأهلي.. قوة وطنية وصناعة أجيال

بقلم: محمد ترك
في ظل ما يشهده العالم من تحديات متسارعة، يظل العمل الأهلي أحد أهم الدعائم التي ترتكز عليها المجتمعات في مواجهة هذه التحديات وصناعة مستقبل أفضل. فالمجتمع الذي يدرك قيمة التكافل والمشاركة الإيجابية، هو مجتمع قادر على تحقيق التنمية الحقيقية التي تنعكس آثارها على كل فرد فيه.
لقد أثبتت التجربة أن الجمعيات والمؤسسات الأهلية ليست مجرد كيان تنظيمي يقدم خدمات، بل هي قوة وطنية فاعلة تساهم في بناء الوعي المجتمعي، وتدعم جهود الدولة في مجالات التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية، كما تلعب دورًا جوهريًا في حماية النسيج الاجتماعي وتعزيز روح الانتماء.
إن الاستثمار في العمل الأهلي هو استثمار في الإنسان أولًا، باعتباره أساس أي نهضة، وهو ما يجعل هذه المؤسسات قادرة على صناعة أجيال جديدة تتحلى بالمسؤولية والوعي، وتؤمن بأن الوطن لا يبنى إلا بسواعد أبنائه.
ولا شك أن رؤية الدولة المصرية، التي تضع العمل الأهلي كشريك استراتيجي في خططها، تؤكد أن التنمية ليست مسؤولية الحكومة وحدها، وإنما هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية على حد سواء.
لقد أصبح لزامًا علينا اليوم أن نعيد الاعتبار لقيمة العمل التطوعي، وأن نؤمن بأن العمل الأهلي ليس مجرد نشاط جانبي، بل هو رسالة وطنية خالدة، تُعبر عن ضمير الأمة وتترجم معاني المواطنة الحقيقية.
إن بناء الأجيال لا يتحقق بالقول فقط، بل بالفعل والتجربة والممارسة، وهنا يأتي دور المؤسسات الأهلية في أن تكون مدرسة للانتماء، ومنبرًا لترسيخ الوعي، وجسرًا يربط بين احتياجات المجتمع وطموحاته.
وهكذا يبقى العمل الأهلي، بكل ما يحمله من قيم العطاء والتكافل، هو الذراع القوية للوطن في مسيرته نحو التنمية المستدامة وصناعة المستقبل.