
نورهان جمال
شهدت محافظة الإسماعيلية واقعة مأساوية، حيث أقدم شاب يُدعى محمد أمين بسيوني، يبلغ من العمر 27 عامًا، من أبناء محافظة كفر الشيخ، على الانتحار داخل مصحة لعلاج الإدمان غير مرخصة تابعة لإحدى الجمعيات بمنطقة العاشر من رمضان بالإسماعيلية.
وتعود تفاصيل الحادث عندما ألقى الشاب بنفسه من الطابق الثاني بالمبنى، مما أسفر عن مصرعه في الحال. وعلى الفور، تلقت الأجهزة الأمنية بالإسماعيلية إخطارًا بقيادة اللواء أحمد عليان، مدير مباحث المديرية.
وانتقل ضباط مباحث قسم شرطة الضواحي لمكان الواقعة، حيث تم فرض كردون أمني ومعاينة الموقع.
كما تم التحفظ على المسؤولين عن المصحة غير المرخصة والتحقيق معهم لكشف ملابسات الحادث.
وأشارت التحريات الأولية إلى أن المتوفى لم يكن يرغب في استكمال مراحل العلاج من المواد المخدرة، مما دفعه لاتخاذ قرار الانتحار.
بينما باشرت النيابة العامة التحقيقات لكشف كافة الظروف المحيطة بالواقعة.
فيما انتقلت لجنة من إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المصحة غير المرخصة، تمهيدًا لغلقها وتشميعها، حفاظًا على حياة المرضى ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
تعاليم الدين وتحريم الانتحار
أكد علماء الأزهر الشريف أن الانتحار كبيرة من الكبائر التي نهى الله عز وجل عنها، فقال تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا”، كما ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قتل نفسه بشيء عُذب به يوم القيامة”.
وأوضح العلماء أن المنتحر يعتدي على حق الله في الحياة التي وهبها للإنسان، مؤكدين أن مواجهة الضغوط لا تكون باليأس، بل باللجوء إلى الله، والاستعانة بالصبر والدعاء والعلاج المشروع.
من جانب آخر، شدد أطباء وخبراء نفسيون على أن الإدمان يُعد من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع، كونه يدمر العقول ويضعف الإرادة، ويدفع بالبعض إلى سلوكيات متهورة قد تصل إلى الانتحار. وطالبوا بضرورة التوسع في حملات التوعية، وتشجيع المدمنين وأسرهم على اللجوء إلى المراكز العلاجية المرخصة والمعتمدة من وزارة الصحة، لضمان تلقي رعاية صحية ونفسية آمنة وفعالة.
دعوة للمجتمع والأسرة
وأكد الخبراء أن الأسرة والمجتمع يلعبان دورًا أساسيًا في دعم المدمنين خلال رحلة العلاج، ومساعدتهم على استعادة حياتهم بعيدًا عن طريق المخدرات، مشددين على أن حماية الشباب من براثن الإدمان مسؤولية جماعية، تبدأ من التوعية المبكرة، وتنتهي بتوفير بيئة آمنة تحتضنهم وتمنحهم الأمل في مستقبل أفضل.