عبقري الرياضيات الحافي.. حكاية طفل يحسب أسرع من الآلة الحاسبة (فيديو)

الإسماعيلية- نورهان جمال
في شوارع الإسماعيلية المزدحمة، وبين أصوات السيارات ووهج الأرصفة الحارة، يقف طفل لا يتجاوز الثالثة عشرة، يحمل في عينيه ما هو أكبر من عمره، علي، “عبقري الرياضيات الضائع” أو “طفل الخردة” كما لقبه الناس، لا يملك دفترًا أنيقًا ولا آلة حاسبة متطورة، لكنه يمتلك عقلًا خارقًا يحسب الأرقام في ثوانٍ أسرع من أي هاتف ذكي.
لكن العبقرية وحدها لا تكفي. خلف مهارة الحساب التي أدهشت الملايين على مواقع التواصل، هناك حكاية أثقلتها المعاناة. علي ليس مجرد طفل موهوب؛ إنه معيل صغير لأسرة أنهكها المرض والفقر والحريق.
من رماد بيت محترق
قبل سنوات، التهمت النيران بيت الأسرة المتواضع، لتترك الجدران سوداء والذكريات رمادًا، لم يتبق لهم سوى سقف متصدع وأثاث متهالك لا يحمي من برد الشتاء أو قسوة الصيف، في هذا الركام، يعيش علي مع والده المريض وأمه المنهكة وإخوته الخمسة.
الأب عاجز بعد عملية جراحية، والأم تجمع الخردة لتأمين قوت اليوم، أما علي فقرر أن يحمل المسؤولية مبكرًا. منذ كان في التاسعة، صار يعمل في مسح السيارات وبيع الذرة عند الكباري ومحطات الوقود. يعود كل مساء بجيوب شبه فارغة وجسد مرهق، لكنه يتمسك بحلمه في التعليم.
عبقرية خرجت من قلب الشارع
موهبة علي لم تصنعها فصول متقدمة ولا مدارس خاصة، تعلّم الحساب من أمه الأمية، وهي تبيع الخردة وتحسب النقود بسرعة، الطفل الصغير حاول تقليدها، ثم تفوّق عليها، حتى صار قادراً على إجراء العمليات الذهنية المعقدة في لحظات.
مدرسوه لاحظوا الأمر مبكرًا، وزملاؤه انبهروا بسرعته. لكنه كثيرًا ما كان يغفو في الفصل من شدة التعب. البعض ظنه كسولًا، حتى عرفوا أنه يقضي ليله في الشوارع بحثًا عن رزق لا يكفي.
فيديو غير كل شيء
ذات يوم، وبينما كان علي يمسح زجاج سيارة بإسفنجة بالية، سألته سيدة مسألة حسابية صعبة، أجاب فورًا بابتسامة واثقة، دهشت المرأة وصورت اللحظة، لينتشر الفيديو ويصبح علي حديث مواقع التواصل. أطلقوا عليه “المعجزة”، واعتبروه نموذجًا لطفل لا يقهره الفقر.
حين تسأله عن أمنيته، لا يتردد: “نفسي أبقى مهندس كمبيوتر.. أتعلم بجد وأغيّر حياة أمي وأبويا.. وأبني بيت جديد بدل اللي اتحرق”، ليس في صوته تذمر، بل يقين طفل يعرف أن قدراته تستحق أن تُستثمر.
شاهد الفيديو
طـ فل الخردة يتحدى الآلة الحاسبة في حساب الأرقام.. موهبة لن تصدقها