أخبار مصريةتحقيقات وحواراتمحافظات

معجزة حسابية من الإسماعيلية يتحدى قسوة الحياة بحلم وطموح كبير

محررة المصرية نيوز مع عبقري الإسماعيلية

نورهان جمال

وسط أزقة الإسماعيلية، يلمع اسم الطفل علي، صاحب الثانية عشرة من عمره، ليس فقط لأنه الأصغر بين أشقائه الخمسة، بل لأنه يمتلك موهبة نادرة جعلت منه حديث الناس والسوشيال ميديا.

فبينما ينشغل أقرانه بالألعاب، كان علي يذهل الجميع بسرعة تفكيره وقدرته على إجراء أصعب العمليات الحسابية في ذهنه دون ورقة أو قلم، وهي موهبة ظهرت منذ أن كان في السابعة من عمره، ليكتشف من حوله أن بينهم عقلًا استثنائيًا يستحق أن يُحتفى به.

لكن الموهبة وحدها لم تشفع لعلي أمام قسوة الظروف. فالحياة قررت أن تختبر هذا الطفل العبقري بحريق مروع التهم منزل أسرته، تاركًا خلفه أطلالًا متهالكة وحلمًا مكسورًا.

https://www.facebook.com/share/v/16Ljopbz86/

محررة المصرية نيوز مع عبقري الإسماعيلية

عبقري الإسماعيلية ينشأ مع ظروف تفتقر مقومات حياة

وجد علي نفسه وأسرته بلا مأوى آمن، فاضطروا للعيش في شقة متواضعة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بلا أثاث ولا فرش.

ورغم ذلك، لم ينكسر الطفل، وحمل همّ أسرته الصغيرة على كتفيه النحيلين، وقرر أن يعمل في شَوي الذرة ومسح السيارات أمام محطات الوقود بمنطقة كارفور بالإسماعيلية، ليكون عونًا لأمه بعد أن أثقلتها الأعباء. وبرغم قسوة التجربة، ظل قلبه معلقًا بحلم أكبر: “نفسي بيتنا يتصلح ويتفرش من جديد.. ونفسي أشوف أمي مبسوطة وسعيدة”.

وخلال فيديو بث مباشر على المصرية نيوز ، وجّه علي رسالة صادقة مليئة بالرجاء، ناشد فيها المسؤولين وأصحاب القلوب الرحيمة أن يتكفلوا بتعليمه، وأن يساعدوا أسرته في تصليح منزلهم الذي التهمته النيران، إلى جانب علاج والده المريض الذي أثقلته الظروف الصحية.

كلمات “علي” البسيطة والعفوية لامست قلوب المتابعين، فكانت صرخة أمل في أن يجد الدعم الذي يستحقه، ليكمل مشواره التعليمي ويحقق حلمه، ويعيد البسمة لوجه والدته وأسرته.

وراء نظراته البريئة يختبئ طموح كبير، فهو لا يرى نفسه مجرد طفل فقد منزله، بل طالب مجتهد يستعد للالتحاق بالصف الأول الإعدادي، يحمل داخله حلم أن يصبح مهندس كمبيوتر، مؤمنًا أن الأرقام التي يعشقها هي جواز عبوره نحو مستقبل مشرق.

قصة “علي” ليست مجرد حكاية طفل خسر منزله، بل قصة تحدٍ وإصرار، تذكّرنا أن الموهبة قد تولد من رحم المعاناة، وأن الأمل لا ينطفئ مهما كانت التحديات.

وبينما يواصل “علي” عمله اليومي لمساندة أسرته، يظل الحلم يرافقه بأن يرى نفسه يومًا ما مهندسًا ناجحًا، يُدخل الفرح على قلب والدته، ويثبت للجميع أن الإرادة أقوى من الظروف.

إنه نموذج للفخر، ليس فقط لأسرته الصغيرة، بل لمحافظة الإسماعيلية ومصر كلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى