
نورهان جمال
شهدت مدينة القصاصين الجديدة بمحافظة الإسماعيلية واقعة غريبة أثارت جدلًا واسعًا بين الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد اكتشاف اختفاء “الفراولة” من يد تمثال الفلاحة المصرية الشهير، الذي يُعرف بين أبناء المدينة بلقب “ملكة الفراولة”.
ويقع التمثال في دوران الكوبري العلوي بالقصاصين، وقد صمّمه الفنان التشكيلي رائد جلال ليخلّد الدور الحيوي الذي تلعبه النساء العاملات في جني ثمار الفراولة، باعتبارها أحد أهم المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المحافظة.
وكان التمثال يرمز إلى المرأة الريفية المكافحة التي تُسهم بجهدها في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال إبراز ثمرة الفراولة في يدها كرمز للخير والعطاء.
لكن، ومع اختفاء الثمار التي كان يمسك بها التمثال، انهالت التعليقات الساخرة والمستاءة على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحد المواطنين: “اللي سرق الفراولة يرجعها.. التمثال واقف محرج قدام الناس”، فيما علّق آخر قائلاً: “ده عيب كبير.. التمثال معمول لتكريم الفلاحة المصرية مش علشان يتسرق منه”.
وتحوّلت القضية سريعًا إلى حديث الشارع في المدينة، حيث اعتبر البعض أن الحادثة لا تتعلق فقط بتمثال، بل تمثل استهانة بالرموز الفنية والثقافية التي تُعبّر عن هوية الإسماعيلية، بينما رأى آخرون أن الواقعة تكشف عن غياب الوعي بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة.
من جانبها، أكدت مصادر مسؤولة بمجلس مدينة القصاصين أن الواقعة قيد المتابعة، وأنه سيتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية للتوصل إلى الجناة، مشيرة إلى أن التمثال سيخضع لعمليات صيانة وترميم قريبًا لإعادته إلى مظهره الأصلي، حفاظًا على رمزيته كأحد معالم المدينة.
وأضاف المصدر أن المجلس يدرس تركيب كاميرات مراقبة إضافية في الميادين العامة التي تحتوي على أعمال فنية ونُصب تذكارية، منعًا لتكرار مثل هذه الحوادث.
وعلى صعيد متصل، دشن عدد من أبناء الإسماعيلية حملة عبر “فيسبوك” بعنوان “رجّعوا الفراولة للفلاحة”، للتوعية بأهمية احترام الرموز الفنية والتراثية والحفاظ عليها، معتبرين أن هذه الأعمال تعكس صورة المجتمع أمام الزائرين وتشكل جزءًا من ذاكرة المدينة.
وتُعد مدينة القصاصين من أبرز المناطق الزراعية في الإسماعيلية، حيث تشتهر بزراعة الفراولة التي تُصدَّر إلى العديد من الدول، وهو ما جعل التمثال يمثل أيقونة خاصة للمدينة وسكانها، ورمزًا للفخر بمنتج ارتبط باسم المحافظة لعقود طويلة.



