مقالات

على طه يكتب: متى يتحد العرب خلف مصر لمواجهة القوة الغاشمة؟

على طه يكتب: متى يتحد العرب خلف مصر لمواجهة القوة الغاشمة؟
المستشار على طه

بقلم: المستشار علي طه
رئيس مؤسسة علي طه للاستشارات القانونية

في زمنٍ تتكالب فيه القوى الغاشمة على منطقتنا العربية، وتتصاعد فيه التهديدات الأجنبية والأوروبية التي تستهدف أمننا القومي المشترك، يطرح الواقع سؤالاً مصيرياً: متى يتحد العرب خلف مصر؟ ومتى ندرك جميعاً أن قوة الأمة لا تُبنى إلا بوحدة الصفوف، وأن مصر هي الدرع الحامي والسند الحقيقي لكل العرب، من الخليج إلى المحيط؟

“مصر… الحصن الأخير” ليست مبالغة إذا قلنا إن مصر كانت وما زالت خط الدفاع الأول عن العروبة. فمنذ عقود طويلة، تحملت مصر أعباءً جسيمة في سبيل حماية الأمن القومي العربي، وقدّمت التضحيات الغالية – رجالاً ودماءً وموارد – لتظل الأمة واقفة أمام رياح العواصف التي لم تهدأ يوماً.

لقد دفعت مصر فاتورة باهظة في مواجهة العدوان، وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية، وفي حماية الأمن الخليجي، وفي الوقوف سدّاً منيعاً ضد أي محاولة لاختراق المنطقة أو إخضاعها لإرادة الغرب. ومع ذلك، لم تتذمر يوماً، بل حملت على عاتقها مسؤولية حماية الأمة كلها.

“القيادة المصرية… بوصلة العرب” إن القيادة المصرية، بوعيها ورؤيتها الاستراتيجية، لم تدافع عن مصالح مصر وحدها، بل عن مصالح العرب أجمعين. والجيش المصري، الذي يُعد صمام أمان المنطقة، لم يحمِ حدود مصر فقط، بل وقف في ظهر الخليج العربي في أحلك اللحظات، وأرسل رسالة واضحة: أن أمن الخليج من أمن مصر.

فهل من المنطقي أن تظل مصر وحدها تتحمل كل هذه الأحمال الثقيلة؟ هل من العدل أن تبقى وحيدة في مواجهة مشاريع التفتيت، بينما بعض الأشقاء يترددون في اتخاذ موقف حاسم؟

“الوحدة العربية… فرض عين لا خيار” اليوم، لم يعد الحديث عن وحدة الصف العربي ترفاً سياسياً أو شعارات تُرفع في المحافل. بل أصبح ضرورة وجودية، وحائط صدٍ أمام أي قوة غاشمة تسعى للنيل من منطقتنا. المطلوب هو توحيد الكلمة خلف مصر وقيادتها، ومساندتها في كل قراراتها ومواقفها.

إن الدعم لم يعد مجرد موقف إعلامي أو تصريح سياسي، بل هو مشاركة فعلية: دعم اقتصادي، وتعاون عسكري، وتنسيق استراتيجي شامل. على العرب أن يدركوا أن مصر حين تقف في المقدمة، فإنها تدافع عنهم جميعاً، وتخوض معركة مصيرهم المشترك.

“مصر لا تطلب… لكنها تستحق” مصر لم تطلب يوماً مقابلاً لتضحياتها، ولم تساوم على مواقفها. لكنها اليوم، ومع ما تتحمله من أعباء اقتصادية وأمنية وسياسية جسيمة، تستحق من أشقائها العرب أن يقفوا خلفها بكل ما أوتوا من قوة، وأن يدعموها في كل المحافل والقرارات، لأنها تقاتل نيابة عنهم جميعاً.

إن اللحظة التاريخية التي نعيشها تفرض على العرب أن يعلنوا بوضوح: نقف خلف مصر، ونوحد صفوفنا تحت رايتها، ونجعل من وحدتنا قوة لا تقهر أمام أي تهديد خارجي.

إن مواجهة القوى الغاشمة لا تكون بالفرقة والانقسام، بل بالوحدة والتلاحم. وإذا أراد العرب أن يكتبوا لأنفسهم مستقبلاً مشرفاً، فعليهم أن يتحدوا خلف مصر – جيشاً وقيادة وشعباً – فهي القادرة على حماية الأمة، وهي التي دفعت الكثير من أجل الجميع.

التاريخ لن يرحم من يتخلى، ولن يغفر لمن يقف متفرجاً، فإما أن نكون أمة متماسكة قوية، أو نترك الساحة للآخرين ليفرضوا علينا إرادتهم. ومصر، برغم كل ما تحملت، ما زالت تمد يدها للجميع لتكون كلمة العرب واحدة، وجبهتهم صلبة، ومستقبلهم محمياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى