نورهان جمال 

في صباح مشمس على أرض القنطرة غرب، أجرت المصرية نيوز بث لايف من حقول القطن ، وكان الحاج جمال يسير بين خطوط القطن الأبيض، يمد يده ليقطف زهرة ناصعة كأنها قطعة قطنية من السماء. ابتسم وهو يقول: “بقالي 15 سنة بزرع القطن، وكل سنة بفتكر إنه مش مجرد محصول.. ده حياتنا.”

القطن بالنسبة للمزارعين لم يكن يومًا مجرد نبات يزرعونه ليبيعوه في الأسواق، بل هو محصول استراتيجي يلامس كل بيت مصري. من خيوطه تُنسج الملابس، ومن بذوره يُستخلص الزيت والعلف، أما حطبه فيتحول إلى سماد يعيد للتربة قوتها. حتى جذوره العميقة التي تمتد أكثر من متر داخل الأرض، تُحسن التربة وتجعلها أخصب للمحاصيل القادمة.

وخلال الجولة التي رافقت فيها  محررة جريدة “المصرية نيوز” المزارعين، ظهرت مشاعر الفخر واضحة، خاصة مع الأسعار المجزية التي أعلن عنها هذا العام، والتي منحت المزارعين أملًا أكبر في التوسع في المساحات المنزرعة.

من جانبه، أوضح المهندس محمد حسين من الإدارة الزراعية بالقنطرة غرب، أن زراعة القطن تبدأ منتصف مارس وحتى منتصف أبريل، وتستمر رعايته لنحو 150 يومًا. وأشار إلى أن الإسماعيلية تزرع سبعة أصناف متنوعة من القطن، منها جيزة 97، جيزة 86، جيزة 94، وL1 وL2 وL3، مؤكدًا أن الجمع اليدوي يمنح المحصول نقاءً يميّزه عالميًا.

https://www.facebook.com/share/v/1CmbYy9oMr/

تصريحات وكيل وزارة الزراعة عن محصول القطن 

أما الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، فأكد أن القطن ليس مجرد محصول اقتصادي، بل نسيج من وجدان الشعب المصري، نظرًا لاستخداماته الواسعة في النسيج والزيوت والأعلاف وحتى الأسمدة. وأوضح أن جذوره العميقة – التي قد تصل لأكثر من متر – تُحسن من التربة وتزيد خصوبتها، حيث يحتوي الفدان الواحد على نحو 16 ألف جذر تعمل كشبكة صرف طبيعي.

وأشار شطا إلى أن إجمالي المساحات المنزرعة بالقطن في الإسماعيلية هذا العام بلغ نحو 13 ألف فدان في مركزي القنطرة شرق وغرب، مع خطة للتوسع مستقبلًا، خاصة مع تشجيع الدولة على رفع القيمة المضافة للقطن المصري.

وأكد الدكتور سامي بدر، رئيس اللجنة العلمية بمعهد بحوث القطن، أن التزام المزارعين بالتوصيات الفنية وبرامج الري والتسميد ساعد على رفع الإنتاجية، مشيدًا بالمزارعين الذين التزموا بالتعليمات وعلى رأسهم المزارع أحمد حفني.

وصرح المهندس بهاء زهران والمهندس اسماعيل عبد القادر مدير المنطقة الإحصائية ، باجراء تجارب القطن، وتم مقاس 2 متر في 3 متر وتم تحديد التجربة وجمع القطن في النباتات مما اسفر عن الكمية التي تم وزنها كيلو و700 جرام في هذا المقاس،  وبناء على هذه الانتاجية يكون محصول الفدان في التجربة 8 أمتار تقريبا.

يعد القطن وهو واحد من أهم المحاصيل الزراعية والاقتصادية في العالم، لما يتمتع به من قيمة عالية واستخدامات متعددة، وتُعد مصر من أبرز الدول المنتجة لأجود أنواع القطن طويل التيلة، الذي يتميز بنعومته وقوة أليافه وارتفاع جودته، ما جعله مرغوبًا عالميًا ويُسهم في دعم الاقتصاد القومي.

وهكذا، بين فرحة المزارعين وخطط الدولة، انطلق موسم جني القطن في الإسماعيلية، ليعيد للأذهان صورة الفلاح المصري وهو يجمع بخيوط القطن الأبيض ثمار كفاحه وأمله في غدٍ أفضل.