أستاذ الفيروسات الكبدية يوضح أسباب انتشار فيروس HFMD.. و«الصحة» تكشف حقيقة الموقف وطرق الوقاية

علا عوض
في الأيام الأخيرة، تصاعدت حالة من القلق بين أولياء الأمور بعد تداول أنباء عن إصابات بين الأطفال بفيروس «HFMD»، أو ما يُعرف بفيروس اليد والقدم والفم، والذي يسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة وتقرحات مؤلمة في الفم والأطراف.
ومع تزايد التساؤلات حول خطورة الفيروس وسرعة انتشاره، خرج عدد من المتخصصين لتوضيح حقيقة الوضع وطمأنة المواطنين، مؤكدين أن الأمر لا يدعو للذعر، لكنه يتطلب الانتباه والالتزام بإجراءات الوقاية.
تغير الفصول وراء زيادة الانتشار
قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الفيروسات الكبدية، إن توقيت ظهور الفيروسات الموسمية ومن بينها فيروس «HFMD» يرتبط عادةً بتغير الفصول والتقلبات الجوية، إلى جانب التزاحم في المدارس ووسائل المواصلات.
وأضاف أن هذه العوامل تمثل بيئة خصبة لانتقال العدوى، خصوصًا بين الأطفال الذين يتواجدون في أماكن مغلقة لفترات طويلة.
وأوضح «عز العرب» أن الفيروس ينتقل بسهولة من طفل لآخر عن طريق الرذاذ أو ملامسة الأسطح الملوثة، مشيرًا إلى أن الأعراض تبدأ عادةً بارتفاع في الحرارة وسعال خفيف والتهاب في الحلق، ثم تظهر التقرحات المميزة على اليدين والقدمين والفم.
نصائح مهمة للأهالي
وشدد أستاذ الفيروسات الكبدية على أهمية وعي أولياء الأمور ومتابعتهم الدقيقة لأي تغيرات تظهر على أطفالهم، لافتًا إلى أن الخطوة الأهم هي عزل الطفل المصاب في المنزل بمجرد ظهور الأعراض، مع منعه من الذهاب إلى المدرسة حتى تمام الشفاء.
ونصح «عز العرب» بضرورة راحة الطفل وتناول كميات كافية من السوائل الدافئة، لتقليل الالتهاب وتسريع التعافي، محذرًا من الاستهانة بالأعراض أو محاولة علاجها بطرق عشوائية.
كما أكد أن الوقاية تعتمد على النظافة الشخصية، وغسل الأيدي بشكل متكرر، وتعقيم الأدوات والأسطح التي يستخدمها الطفل.
تصريحات وزارة الصحة
من جانبه، قال الدكتور خالد عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، في تصريحات تليفزيونية، إن فيروس «HFMD» لا يُعد من الفيروسات الخطيرة، موضحًا أن أعراضه تشمل ارتفاعًا في درجة الحرارة وتقرحات على اليد والقدم والفم، مصحوبة بألم بسيط.
وأضاف أن الوزارة تتعامل مع الفيروس باعتباره أحد الفيروسات الموسمية التي تنتقل عن طريق سوائل الجسم أو الرذاذ، مؤكدًا أنه لا يوجد دواء مخصص لعلاج الفيروس، وأن العلاج يعتمد على الأدوية الداعمة مثل خافضات الحرارة والمسكنات لتخفيف الألم.
لا إغلاق للفصول والمدارس
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة أن المنظمات الطبية العالمية ووزارة الصحة المصرية توصي فقط بالاهتمام بالنظافة العامة وغسل الأيدي باستمرار، مع عزل الأطفال المصابين بالمنزل حتى تختفي الأعراض، دون الحاجة لإغلاق الفصول أو المدارس.
وأوضح «عبد الغفار» أنه لا حاجة لإجراء فحوصات معملية خاصة، حيث يتم التشخيص من خلال الفحص الإكلينيكي الذي يجريه الطبيب.
كما شدد على ضرورة عدم استخدام المضادات الحيوية في علاج الحالات، لأنها لا تفيد في مقاومة الفيروسات، وقد تسبب مضاعفات غير مرغوبة.
رسالة طمأنة للأهالي
واختتم الخبراء تأكيدهم بأن فيروس «HFMD» من الفيروسات المعروفة عالميًا ولا يشكل خطرًا جسيمًا إذا تم التعامل معه بالشكل الصحيح، مشيرين إلى أن الوعي والوقاية هما خط الدفاع الأول ضد أي انتشار واسع للعدوى، خاصة في موسم تغير الفصول.



