تشييع جثمان طفل الإسماعيلية اليوم بعد انتهاء الطب الشرعي من التشريح

نورهان جمال
تشهد محافظة الإسماعيلية، صباح اليوم السبت، استعدادات مكثفة لتشييع جنازة الطفل محمد. أ.م، ضحية الجريمة البشعة التي هزّت الرأي العام خلال الساعات الماضية، بعد انتهاء الطب الشرعي من تشريح الجثة.
ومن المقرر أن تُشيّع الجنازة عقب صلاة الظهر من مسجد المطافي بمدينة الإسماعيلية، وسط مشاركة واسعة من الأهالي والأقارب وأصدقاء الأسرة، الذين حرصوا منذ الصباح الباكر على التوافد إلى محيط المسجد للمشاركة في وداع الطفل الأخير، وسط أجواء من الحزن والصدمة.
وتسود حالة من الحزن بين أهالي المحافظة، الذين عبّروا عن صدمتهم من تفاصيل الواقعة التي أثارت تعاطفًا واسعًا على مستوى الجمهورية، مطالبين بتغليظ العقوبات وتكثيف الرقابة على سلوكيات الطلاب في المدارس والبيئة المحيطة بهم، حفاظًا على المجتمع من تكرار مثل هذه الحوادث.
كشفت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسماعيلية، برئاسة اللواء أحمد عليان، تفاصيل صادمة في جريمة مروّعة راح ضحيتها طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، عُثر على جثته مقطعة إلى أشلاء بالقرب من منطقة كارفور بالإسماعيلية.
وأوضحت التحريات أن مرتكب الجريمة هو زميله في المدرسة، ويبلغ من العمر 13 عامًا، استدرجه إلى منزله وارتكب جريمته بطريقة وحشية مستوحاة من أحد الأفلام الأجنبية.
تعود بداية الواقعة إلى بلاغ تقدم به المواطن أحمد محمد، والد الطفل المجني عليه محمد، إلى قسم شرطة الإسماعيلية، أفاد فيه بتغيب نجله منذ يوم الأحد الموافق 12 أكتوبر، عقب خروجه من المدرسة، دون أن يعود إلى المنزل.
على الفور، كلف اللواء أحمد عليان مدير المباحث الجنائية فريق بحث جنائي برئاسة العميد مصطفى عرفة رئيس مباحث المديرية، وعضوية المقدمين محمد هشام وأحمد جمال والنقيب محمود طارق، وذلك لتتبع خط سير الطفل المفقود وكشف ملابسات الواقعة.
وبفحص كاميرات المراقبة القريبة من المدرسة، تبين أن الطفل كان بصحبة زميله في الصف ويدعى يوسف (13 عامًا).
وعند سؤاله، ادعى أنه افترق عن صديقه بالقرب من أحد المطاعم بحي أول، إلا أن مراجعة الكاميرات كشفت عدم صحة أقواله، حيث ظهر برفقة المجني عليه حتى دخلا إلى منزله بمنطقة المحطة الجديدة، ليختفي بعدها الطفل تمامًا.
وبتفتيش المنزل عُثر على ملاية ملطخة بالدماء وكاب خاص بالمجني عليه.
وبمواجهته بالأدلة، انهار المتهم معترفًا بارتكابه الجريمة، موضحًا أن مشادة نشبت بينه وبين زميله أثناء تواجدهما بالمنزل، تعدى خلالها الأخير عليه بـ«كاتر»، فقام بضربه بـ«جاكوش» على الرأس حتى فارق الحياة.
وأضاف المتهم أنه يعيش مع والده الذي يعمل نجارًا ويتغيب عن المنزل طوال اليوم، فاستغل غيابه واستخدم منشارًا كهربائيًا لوالده في تقطيع الجثة إلى 6 أجزاء، وضعها داخل أكياس سوداء، ألقى منها 4 أجزاء بجوار بحيرة كارفور، وجزئين داخل مبنى مهجور بالمنطقة.
وكشفت التحقيقات أن المتهم استوحى طريقة تنفيذ الجريمة من فيلم أجنبي بعنوان “ديكستر”، الذي تدور أحداثه حول قاتل متسلسل يقطع ضحاياه بنفس الطريقة.
تم نقل الجثمان إلى ثلاجة مستشفى جامعة قناة السويس تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات، وأمرت بسرعة فحص الحالة النفسية للمتهم، واستكمال التحريات حول ملابسات الجريمة البشعة التي هزّت الشارع الإسماعيلاوي بأكمله.



