ذكرى ثورة القاهرة الأولى، هكذا اشتعل الغضب الشعبي في وجه الحملة الفرنسية

تحل اليوم ذكرى اندلاع ثورة القاهرة الأولى التي تفجّرت في مثل هذا اليوم من عام 1798، ضد الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت عقب احتلاله لمصر وكانت الثورة واحدة من أبرز صور المقاومة الشعبية المبكرة ضد الاحتلال الأجنبي، حين قرر المصريون التعبير عن رفضهم للوجود الفرنسي بعد أشهر قليلة من دخول جيش بونابرت إلى القاهرة.
شرارة ثورة القاهرة الأولى
بدأت شرارة الثورة من حي الأزهر، عندما تصاعد الغضب الشعبي بسبب الضرائب الباهظة والتدخل الفرنسي في شؤون القضاء والدين، إلى جانب ما اعتبره الأهالي تعديًا على حرمة الأزهر الشريف.
ومع دخول القوات الفرنسية إلى الحي، اندلع القتال بين الأهالي والجنود، وسرعان ما امتد لهيب الثورة إلى أحياء باب الشعرية والغورية والسيدة زينب، ثم إلى مناطق أخرى من محافظات الجيزة والمنوفية والشرقية التي شهدت مظاهر تأييد ومساندة للمتمردين في العاصمة.
وشارك في الثورة عدد من رموز العلماء والتجار والمشايخ، كان من أبرزهم الشيخ السادات والشرقاوي والمهدي، الذين لعبوا دورًا بارزًا في تحريك الجماهير والدعوة إلى مقاومة الاحتلال.
واستمرت المواجهات قرابة ثلاثة أيام، استخدم فيها الأهالي الأسلحة البيضاء وبنادق الصيد والحجارة، في مواجهة جيش فرنسي مجهز بالمدافع والخيالة وأسفرت المعارك عن مقتل نحو 2500 مصري، بينما فقد الفرنسيون 16 جنديًا فقط بينهم أحد الجنرالات.
كيف انتهت ثورة القاهرة الأولى ؟
انتهت الثورة بقمع دموي، إذ اقتحمت القوات الفرنسية الأزهر الشريف بالأحصنة، واعتقلت العشرات من العلماء، كما فرضت غرامات مالية على أحياء القاهرة التي شاركت في القتال.
وهذ الأحداث رغم قسوتها مثلت نقطة تحول في الوعي الوطني، وأكدت أن المصريين لم يقبلوا الاحتلال في أي وقت، وأن مقاومة الفرنسيين لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت تعبيرًا مبكرًا عن نزعة استقلالية ستتجدد لاحقًا في ثورة القاهرة الثانية عام 1800، ثم في مسار طويل من الكفاح الوطني عبر القرن التاسع عشر



