حوادث

جريمة قتل عائلية تهز طنطا.. ابن ينهي حياة والده خنقا بعد أن وضع له المنوم.. ومفتش الصحة يكشف اللغز.. لعنة المال تهدم البيت البسيط

لم يكن أحد من أهالي قرية “ميت حبيش البحرية” التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، يتخيل أن مشهد الأب والابن اللذين كانا يتجولان يوميًا بالتوك توك لكسب الرزق سيتحول إلى واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها القرية.. جريمة بدأت بالطمع وانتهت بخيانة الدم.

ليلة الجريمة.. طعام مسموم ونوايا سوداء

في مساء يوم الجريمة، جلس الأب “م.م” سائق التوك توك، كعادته في منزله المتواضع يتناول العشاء الذي أعده له نجله “أ.م”، لم يكن يدري أن آخر ما سيشربه في حياته يحتوي على مادة منومة دسّها له ابنه بخطة شيطانية محكمة.
ما إن بدأ تأثير المنوم على جسد الأب، حتى نفذ الابن جريمته بدم بارد، حيث خنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، في مشهد صامت لا يسمع فيه سوى أنين رجل لم يصدق أن يد ابنه هي التي تسرق منه الحياة.

ادعاء كاذب.. ومفتش الصحة يفك اللغز

مع ساعات الفجر الأولى، هرع الابن إلى الجيران يصرخ مدعيًا أن والده توفي نتيجة أزمة قلبية مفاجئة، وبدأ أهالى القرية في التوافد على المنزل للمواساة، إلا أن القدر كان أرحم بالضحية من أن تُقيد الجريمة ضد مجهول.

“دم الأب على يد ابنه.. حكاية خيانة في بيت بسيط”

حين حضر مفتش الصحة لتوقيع الكشف تمهيدًا لاستخراج تصريح الدفن، لاحظ وجود علامات خنق واضحة حول الرقبة، تتنافى تمامًا مع رواية الوفاة الطبيعية، لتتحول الواقعة في لحظات من مأتم بسيط إلى جريمة قتل مدبرة.

تحقيقات دقيقة وكشف الحقيقة

وفور إخطار الأجهزة الأمنية، انتقلت قوة من مباحث مركز طنطا إلى موقع الجريمة، وتم استدعاء فريق من النيابة العامة لمعاينة الجثمان ومسرح الحادث.
كشفت التحريات أن الابن كان يعاني من ضائقة مالية، ودخل في خلافات متكررة مع والده بسبب رغبته في بيع التوك توك الذي يمثل مصدر رزق الأسرة الوحيد، لكن الأب رفض بشدة حفاظًا على لقمة العيش.
تلك الخلافات المتراكمة تحولت داخل ذهن الابن إلى حقدٍ دفين انتهى بفعل لا يغتفر.

اعترافات صادمة أمام النيابة

بعد تضييق الخناق عليه، انهار الابن أمام رجال المباحث واعترف تفصيليًا بجريمته، مؤكدًا أنه وضع لوالده منومًا في مشروبه ثم خنقه مستخدمًا قطعة قماش، مدعيًا وفاته بأزمة قلبية حتى يتمكن من بيع التوك توك والاستيلاء على ثمنه.

قرارات النيابة العامة

قررت النيابة العامة في طنطا حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات مع تجديدها لاحقًا، وكلفت الأجهزة الأمنية بإعداد تقرير مفصل حول الواقعة وسماع شهادة الجيران والمقربين، كما أمرت بتشريح جثمان المجني عليه لبيان أسباب الوفاة ورفع البصمات من مسرح الجريمة.
وأمرت النيابة كذلك بفحص الهاتف المحمول الخاص بالمتهم وتفريغ اتصالاته للتأكد من عدم وجود شركاء آخرين، مع طلب تحريات المباحث النهائية حول ملابسات الحادث ودوافعه.

القرية في صدمة.. والدموع لا تجف

لم يصدق الأهالي أن الشاب الهادئ الذي كان يعمل مع والده كل يوم قد يتحول إلى قاتل. البعض جلس أمام المنزل في صمت، والبعض الآخر لم يتمالك دموعه، فالمشهد أكبر من الاحتمال: ابن قتل والده من أجل توك توك!

تلك الواقعة لم تكن مجرد جريمة قتل، بل كانت صفعة مؤلمة على وجه إنسانيتنا جميعًا.. تذكير بأن الطمع حين يتغلغل في القلوب يمكنه أن يطمس معنى الرحمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى