أخبار مصريةسلايدرعربي ودولى

مُعالج مصابي غزة في حوار لـ «المصرية» يكشف سير العمليات الجراحية بمستشفى العريش

تحدث عن سبب عدم تركيب أطراف صناعية للمصابين..

الدكتور أحمد عبد العزيز: الاحتلال ضرب الفلسطينيين بسلاح مُحرم دولياً
الدكتور أحمد عبد العزيز

حوار: هبة يحيى

تسعى مصر لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين بجميع أوجه الدعم، من مساعدات إنسانية وإغاثية وحتى بناء مستشفى العريش الميداني للتعامل مع أشقائنا المصابين من غزة في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة إتمام العناية الخاصة بهؤلاء الجرحى.

وفي ظل انشغاله الشديد بأعماله الطبية ما بين مستشفى وعيادة خارجية، لم يتردد ثانية واحدة في ترك كل ذلك ليتوجه إلى مستشفى العريش الميداني، تلبية لنداء واجبه الوطني الذي يحتم عليه معالجة مصابي غزة القادمين من معبر رفح.
إنه معالج مصابي غزة بمعبر رفح الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ جراحة بكلية طب القاهرة الذي يفتح صدره في حوار لـ “المصرية” ليكشف لنا عن كواليس استقبال الأشقاء الفلسطينيين وجهود الدولة المصرية في توفير جميع أوجه سبل الدعم لهم.
وإلى نص الحوار…

* بداية حدثنا عن وسائل الدعم التي وفرتها وزارة الصحة المصرية لأشقائنا الفلسطينيين القادمين من معبر رفع؟

– إن وزارة الصحة المصرية وفرت كل وسائل الدعم لمصابي غزة الوافدين من معبر رفح من الجانب المصري، من أول الإسعافات الأولية ومرورا بطاقم أطباء على أعلى مستوى، وحتى الأطباء النفسيين لتأهيل المصابين نفسيا، يتخاطبون معهم ويتكلمون، ويحاولون إخراجهم من هذا الشعور المرعب الذي قابلوه عند الإصابة، فوزارة الصحة المصرية وفرت لهم أطباء على أعلى مستوى لتأهيلهم بعد الظروف الصعبة التي مروا بها.

* وما هي درجة مستوى الاستعداد التي كان عليها الطاقم الطبي المصري؟

– طاقم الأطباء الذي وفرته وزارة الصحة المصرية في مستشفى العريش الميداني يبذل كل جهوده في معالجة المصابين الفلسطينيين، وأنواع الإصابة تختلف من شخص لآخر، فهي إصابات صعبة وخطيرة تنوعت من قطع لبتر وآثار حروق وحالات حرجة.

* وكيف كانت حالة الجرحى؟ وكيف تعاملوا مع هذا المصاب الجلل؟

_ كانت هناك إصابات كسر في العظام خطيرة خاصة في العمود الفقري، وكسر أيضا في حالات الحوض، وهناك مرضى حدث لهم تفتيت في العظام، ولكن سبحان الله رغم ما يمر به المصابون من ألم وهم وغم، فهذا بالطبع ابتلاء عظيم، فهم في حالة من الرضا بقضاء الله وقدره لا توصف، ولديهم إيمان وعزم ويقين بالله ثابت لا يهتز.

* وهل تم تركيب أطراف صناعية لمن فقدوا جزءا من أعضائهم؟

– بعض العمليات الجراحية استلزمت “ترقيع” لجلد مشوه وأعضاء مجروحة ومبتورة، ولكن لا يمكن تركيب أطراف صناعية في الوقت الحالي للمصابين، لأنهم مازالوا في المرحلة الأولى التي تحتاج المزيد من الفحوصات والعمليات الأخرى، والأدوية العلاجية، فمصر وفرت جميع الأدوية والعلاجات الطبية التي يمكن الاحتياج إليها في معالجة المرضى والمصابين.

* وما هي أبرز أنواع الإصابات بين أبناء غزة القادمين من معبر رفح؟

– تعددت حالات الإصابات وأنواعها ولكن يمكننا أن نقول إن الإصابة بالحروق رقم واحد في الإصابات التي كانت بين أبناء غزة، وتلك الحروق كانت مصاحبة بكسور بالغة، كما أن الكسور كانت مختلفة ما بين حوض وأطراف وعمود فقري، وكان هناك أيضا قطع بالجلد يحتاج إلى جراحات تكميلية ويجريها متخصصة، لكن حالات الإصابة بفضل الله تم التعامل معها، وضمدنا إصابات جسيمة وخطيرة.

* ماذا عن العمليات الميكروسكوبية؟ وما فائدتها للمصاب؟

– بعض حالات المصابين خضعوا لعمليات ميكروسكوبية، وذلك الذين تم إجراء عمليات خطيرة لهم، وهذ النوع من العمليات له فائدة عظيمة جدا، لأنها تمنع حدوث حالات البتر في حالات عديدة، ويكون ذلك من خلال عمل تعويض للعضلات والأنسجة المفقودة وزرعها وتوصيل الشرايين، حتى يمكن الحفاظ على أعضائهم.

* كم عدد العمليات الجراحية التي أجريتها تقريبا بمساعدة الطاقم؟

_ أجريت بمساعدة الطاقم الذي كنت برفقته، حوالي 21 عملية لأشقائنا المصابين القادمين من غزة، وقد تنوعت تلك العمليات فكان بعضهم يعاني من كسور معقدة ودقيقة، فنحن كنا نخوض ملحمة طبية حتى يمكننا إنقاذ المصابين بأقل خسائر ممكنة، نظرا لحجم الإصابات التي طالت أعضائهم.

* هل من خلال الإصابات استطعت الكشف عن نوع السلاح الذي أصاب به الاحتلال أهل غزة؟

_ العالم جميعا يعرف ويشاهد أن الفلسطينيين تعرضوا لقصف بسلاح الفسفور الأبيض، الذي يشتعل فورا عند تعرضه للهواء نظرا لانتشار عنصر الأوكسجين في الأجواء، ولا يتوقف هذا الاشتعال إلا إذا انفصلت المنطقة المصابة عن الهواء، وهذا دليل كبير أن معظم المصابين القادمين تعرضوا لهذا السلاح، ولكن القول الفصل لهذا الأمر يرجع إلى الطب الشرعي، الذي يحدد نوع السلاح بعد انتهاء الفحوصات الطبية للمريض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى