القضاء والقدر.. هل كل شيء مقدر سلفًا؟ الدكتور علي جمعة يجيب
خلال برنامج “نور الدين والدنيا”، الذي يُعرض على القناة الأولى المصرية في رمضان، تلقى مفتي الجمهورية الأسبق، الدكتور علي جمعة، سؤالًا من أحد الشباب حول مسألة القضاء والقدر.
تساءل الشاب: “لماذا لا يكون القدر المعلّق جزءًا من القدر المربوط، بحيث يكون كل شيء مكتوبًا مسبقًا ولا يتغير بالدعاء؟”
أوضح الدكتور علي جمعة أن الكون ليس ملكًا للبشر حتى يُسيَّر وفق رغباتهم، بل هو ملك لله، الذي أحاط بكل شيء علمًا، بينما يبقى الإنسان محدود المعرفة والإدراك. وقال: “أنت تفكر بعقلك المحدود، وكأن الكون ملك لك، لكنه في الحقيقة ملك لله، وهو يفعل فيه ما يشاء بحكمته المطلقة.”
وأضاف أن قدرة الله غير محدودة، فهو العليم المحيط بالكون كله، بينما يعجز الإنسان عن إدراك سوى القليل. ولتوضيح الفرق الهائل بين علم البشر وعلم الله، أشار جمعة إلى أن وكالات الأنباء العالمية تبث يوميًا نحو 120 مليون جملة، ولو حاول الإنسان قراءتها جميعًا، لاستغرق الأمر 240 سنة، مما يُظهر محدودية إدراك البشر مقارنة بعلم الله المطلق.
وأكد أن الإنسان، بقدراته المحدودة، يجب أن يسلم أمره لله، ويتوكل عليه، ويزداد خشوعًا كلما أدرك عظمته وحكمته. وختم حديثه بالقول: “الله لا تُدركه الأبصار، لكنه يدرك الأبصار، وهو القوي العليم، ومع ذلك فهو رحمن رحيم، ولهذا نسجد له تعبدًا وإيمانًا بعظمته وعدله.”