سيدة تطلب الخلع: مطيع لكل الستات إلا أنا وحرمني من الإنجاب
فاطمة فتوح
ربما احترت حينما تنظر إليها، فعادة من السهل أن تستشف ما وراء الأشخاص المتواجدين داخل جدران محكمة الأسرة، إلا أن “زيزي.م” كانت تجمع المتناقضات جميعها، ليدفعًا الفضول حتى تعرف ما وراءها، وربما أيضًا تصطدم بالواقع حين تعلم أن صاحبة الـ32 سنة جاءت لطلب الخلع.
بملابسها البسيطة وملامحها الهادئة كانت “زيزي” تسير في رواق محكمة الأسرة بالتجمع الخامس في شموخ غريب لن تعرف سره إلا حينما تستمع لقصتها، لتفهم هذا الكم من الاعتداد بالنفس وكبرياء أنثى جريحة.
بتوتر حاولت أن تخفيه بابتسامة خفيفة خرجت على استحياء، وقف السيدة الثلاثينية تروي حلاوة بدايات قصة حب استمرت لعامين، توجّتها زغاريد الأصدقاء والأقارب في حفل زفاف بسيط جمع شملها بـ”ع.م” صاحب الـ36 سنة، والذي يعمل في مهنة النقاشة. لم تلبث الابتسامة الخجولة أن توارت قليلًا حينما مرت ذكرى سنوات الزواج الأربعة التي عاشتها “زيزي” مع زوجها، الذي قالت إنه لم تعرفه جيدًا خلال فترة الحب الأعمى التي عبرت بها عن حالها معه.
سريعًا تحول وجه الزوجة طالبة الخلع إلى التجهم مع نبرتها الحادة التي كأنما أرادت بها التأكيد على كل لفظ يخرج من شفتيها وهي تقول: “أنا ست الستات مكنتش استاهل كل اللي بيحصل لي دا، طول فترة الجواز كان بيبقى زي النسمة ومطيع لكل الستات إلا أنا، يخدمهم بعنيه، ولما ييجي عندي يطلع ينام من غير سلام حتى، لحد ما خلاني كنت هفقد الثقة في نفسي، وكأن الحب دا كله كان مجرد وهم”.
لم تسعفها أنفاسها التي خرجت متلاحقة مع كلماتها الحادة، فهدأت من نبرتها وصمتت قليلًا، إلا أن ملامح وجهها كانت تشي بصدمة أكبر قادمة في الطريق على لسانها حين قالت: “حتى الخلفة حرمني منها، مش عارفة أجيب منه عيال من تقصيره معايا”.
رويدًا رويدًا عاد التحدي لكمات السيدة الثلاثينية وهي تقول: “خلاص مكنتش قادرة أكمل، بقيت شايفاه مريض عنده خلل نفسي، ولا بقى عندي أمل إنه يتغير، مكانش قدامي غير محكمة الأسرة في التجمع الخامس، قدمت الدعوى 973 لسنة 2022، علشان أحافظ على اللي فاضل من كرامتي بيني وبين نفسي وطلبت الخلع.