تحقيقات وحوارات

عبد الرحمن حماد: الإقلاع عن المخدرات موجود والادمان ليس وصمة

الدراما السبب الرئيسي في زيادة جرائم القتل بالمجتمع

حوار/ ماهيتاب عبد الفتاح

أكد عبد الرحمن حماد الرئيس التنفيذي لمستشفى إيوان لعلاج الادمان والصحة النفسية أن تقرير المخدرات العالمي يقر بكارثة تتمثل في انخفاض سن الادمان إلى ١٣ سنة، مما يعني أن دول العالم أمام تحدي حقيقي، وأضاف حماد من خلال حواره للمصرية أن المخدرات عامل أساسي في تفجير أعراض بعض الأمراض أبرزها الذهان والفصام، وفجر مفاجأة قائلًا أن الحشيش الذي يتناوله الأشخاص على سبيل “الفانتازيا” مادة خطرة خاصة أنها اصبحت مخلقة، كما وجه حماد رسالة إلى الدراما مؤكدًا أن دراما العنف والقتل السبب الرئيسي في انتشار الجرائم بالمجتمع المصري، وإلى نص الحوار.

ما رأيك في الحملات المدرسية التي تتم الآن لتوعية طلاب المدارس من المخدرات وهل هي كافية من وجهة نظرك؟

الادمان مشكلة كبيرة ومتزايدة سواءًا على مستوى المجتمع المحلي أو على مستوى العالم، تقرير المخدرات العالمي الصادر في شهر يونيو الماضي بيقر زيادة كبيرة في نسب الادمان ونسب التعاطي، ويقر فئات جديدة تتعاطى المخدرات وعن انخفاض سن الادمان أيضًا، وللأسف مصر ليست بعيدة عن ذلك الوضع فالدراسات القديمة على مستوى العالم كانت تقر بأن سن الادمان يبدأ من سن 17 سنة ولكن الآن اصبح سن التعاطي يبدأ من 13 سنة وهذا ما يفرض تحدي كبير تقوم به الدول من زيادة نسب التوعية وتحدد كل فئة معينة حسب ثقافتها ومن أهم هذه الفئات هي فئة طلاب المدارس والجامعات، مما يعني أن حملات الوقاية أو التوعية لا تعني أن نقيم محاضرة ولكن نحن بحاجة إلى برامج مثل برامج صندوق مكافحة وعلاج الادمان وهي برامج ممتازة ونقيس فاعلية تلك البرامج قبل وبعد، بالاضافة إلى وجود مجموعة من المهارات يتم تعليمها إلى الطلاب مثل كيفية التكيف مع الضغوط وعدم التأثر بالأصدقاء، إلى جانب ابراز السلوكيات الخطرة مثل التدخين أو ممارسة الجنس في سن مبكر.

ونحن على مشارف انتهاء 2023 ما وضع مصر الحالي في تعاطي المخدرات؟

هناك تقارير تقوم بإجراءها الجهات المختصة في مصر مثل صندوق مكافحة الادمان والأمانة العامة للصحة النفسية ترصد انخفاض سن التعاطي، أما عن تقرير المخدرات العالمي فيرصد أن الحشيش مازال هو المادة الأولى للادمان عالميًا ولكن التحدي الكبير أن هناك مواد مخلقة مثل الشادو والفودو والاستروكس هي مواد خطيرة لأنها سامة واصبحت قابلة للتصنيع حتى من الأطفال، أما على مستوى الأدوية فهناك أدوية قابلة للادمان مثل لاريكا وهي مادة خطيرة جرمها القانون، ولدينا تحدي جديد أيضًا مثل الأيس وهي مادة منشطة ترتبط بزيادة نسب الجرائم والأعراض النفسية مثل الذهان

نريد تفسير طبي أكثر عن كيف تفجر المخدرات أعراض الذهان؟

جميع التقارير وأولها التقرير العالمي للمخدرات تقر بأن نسبة الأشخاص الذين يسمون على ادمان خطر عددهم حوالي 35 مليون شخص على مستوى العالم وهم من حدثت لهم مشاكل نفسية بسبب الادمان أبرزها الذهان الذي يحدث نتيجة لتناول المخدرات والكارثة أن المرض يظل مستمر مع الإنسان حتى اذا توقف عن التعاطي، الدراسات العلمية تقر بأن هناك كارثة وهي أن الحشيش من المواد التي تتسبب في الذهان، وتقر أيضًا بنسبة حدوث نوبات ذهان حادة مع الحشيش تكون عالية خاصة أن الحشيش أصبح مخلق

هناك تغليظ لعقوبات الاتجار في المخدرات ورغم ذلك هناك انتشار وتزايد في أنواع المواد المخدرة فما تفسيرك لذلك؟

السبب في ذلك هو تضارب القوانين الحاكمة في البلاد، فبعض البلاد تجرم أنواع من المخدرات وبعضها تسمح بتداولها، مما يضع المنظمات الدولية في مأزق، فبعض الدول الفترة القادمة سوف تسمح بحيازة ٢.٥ من المواد المخدرة أبرزها الهيروين، الكوكاين، والأيس، بالاضافة إلى أن التجارة الالكترونية للمخدرات اصبحت ب

لأن هناك تضارب في القوانين الحاكمة في البلاد فبعض البلاد تجرم أنواع من المخدرات وبعضها لا تجرمها وهو ما يضع المنظمات الدولية في مأزق كيفية تطبيق القوانين، والأسوء أن بعض الدول سوف تسمح الفترة القادمة بحيازة 2.5 من المواد المخدرة مثل الهيروين والأيس والكوكاين، كما أن التجارة الالكترونية للمخدرات اصبحت كارثة وللأسف في زيادة مستمرة

وأين دور الجهات الرقابية من ذلك الانتشار الالكتروني؟

للأسف التجارة الالكترونية للمخدرات تعتبر تحدي كبير لأن هذه التجارة في تطور مستمر من أدواتها وأساليب التحايل، وللأسف وجود العولمة جعلت هناك انفتاح بين الأشخاص والمخدرات، فأصبحنا نرى أشخاص في سن 13 سنة يقومون بتجربة تعاطي الهيروين أو الكوكاين وهي كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالرهبة من المخدرات اصبحت متلاشية

ازدادت جرائم القتل في المجتمع المصري من وجهة نظرك ما السبب في ذلك؟

أعتقد أن الدراما لها تأثير كبير على المجتمع حيث اصبحت جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع المصري، فزيادة الجرائم مؤخرًا بسبب الدراما التي تحث على القتل والعنف، وللمخدرات أيضًا عامل كبير في ذلك فهناك دراسة قديمة من مؤسسة الأحداث كانت تحث على أن هناك علاقة طردية بين المخدرات والجرائم خاصة جرائم الاغتصاب والتحرش والاعتداء على الغير حيث أن المخدرات تساعد على تقليل الرهبة وانخفاض الوظائف العليا مثل الحكم على الأمور وتهبط الواف العليا مثل الحكم على الامور.

تحدثت من قبل عن قوانين التعاطي والاتجار ووضع ضوابط، فهل ترى أننا بحاجة إلى تعديل القوانين؟

هناك مادة في القانون ولكنها للأسف غير مفعلة تقر بأن لقاضي التحقيق الحق بايداع المتعاطي في إحدى دور العلاج بدلًا من ايداعه في السجن ولكن هذه المادة غير مفعلة نظرًا لعدم وجود أماكن علاجية كافية، ولكنني أراها مادة جوهرية لأن المدمن الذي يدخل السجن في قضية تعاطي سوف يتحول إلى تاجر، لذا الأفضل أن نعطيه فرصة للعلاج بدلا من السجن، ويجب أن نفرق ايضا بين تاجر المخدرات المتمرس في الاتجار وبين المتعاطي الذي يتم استغلاله لتوزيع المخدرات لصالح عتاولة الاتجار.

بعض المدمنين يرون أن سقوطهم في الادمان نهاية المطاف وأنه لا يوجد شيء اسمه “تبطيل”، بماذا تنصح هؤلاء الأشخاص؟

السقوط في الادمان لا يعني نهاية المطاف، وبالطبع يوجد تبطيل وهناك الكثير من النماذج لأشخاص نجحوا في الكف عن تعاطي المخدرات مهما مرت بهم الأعوامعلى سقوطهم في الادمان، التبطيل موجود والعلاج من الادمان ليس شيء رفاهية بل بالعكس أنا أرى أن المدمن المتعافي أحياه الله بعد موت، فالادمان يقود إلى الذهان والفصام والعديد من الخسائر وحتى اذا حدثت انتكاسة للمدمن المتعافي فهذا أمر وارد فالادمان مرض مزمن مثل أي مرض آخر بحاجة الى المتابعة بل أن مرض الادمان بحاجة إلى تغيير سلوك المتعافي والمداومة على كبسولة تتمثل في مجموعة من المهارات أهمها الابتعاد عن اصدقاء التعاطي، وهناك دور هام للمجتمع أيضا فيجب ألا يعامل المدمن المتعافي على أنه شخص منبوذ أو تلاحقه وصمة فهو مرض مثل أي مرض يجب الاعتراف به حتى نتمكن من علاجه والتعافي منه

نريد رسالة للاعلام وخاصة الاعمال الدرامية التي تركز على جرائم القتل والعنف؟

رسالتي للاعلام هي أن الدراسات العلمية تقر بأن هناك دراسة تفيد أن بعض الاعمال الدرامية تزيد من مشكلة الادمان، حيث يتم اظهار البطل المدمن على أنه بطل قوي وغني وللأسف هناك حالة من التوحد مع ذلك البطل فيصبح نموذج درامي وقدوة للأجيال الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى